هل تشترى الحرية؟ وهل يكون الثمن حياتنا؟ وهل الذل حياة؟ متى نعود أحرار، فقد تعبنا حياة النعام؟

حتى الحرية لها ثمنها الذي لا بد أن يُدفع..

منذ أن أصبح للحرية ثمن باتت عملةً نادرة لا يجرُأ أحدهم بالبحث عنها، ولا يجرأُ أحدٌ على التفكير في نطق حروفها وكأنها سلاحٌ محظور الإستخدام ، أو عقاقير طبية يُمنع تداولها تحت طائلة المسؤولية والحساب...

كيف لا وباتت أرواح البشر ثمنها، كيف لا وقد باتت خطر يهددُ من يسعى إليها، كيف لا ولأجلها باتت تُزهق الأرواح وتُستباح الدماء والأعراض وتُسلب الحقوق وتضيعُ الأوطان وتُدمر، يُعنف الأطفال، ويُهان الشيوخ والرجال، تستباح النساء، وتمتلأُ السجون بكل أولئك الذين نادوا بأن الحرية حقُ الشعوب الذي لا تنازل عنه ولا رجوع...

حين تُصبح الحريةُ ذنبك الذي اقترفته، وحين يصبحُ طلبك لها خروجٌ عن طاعة ولي الأمر وصاحب الكرسي والنفوذ، حين تُصبح الحرية التي أجلّها الله محرمة بقوانين البشر وجبروتهم، حينها تُصبح الحياةُ سجنٌ بأسوار عالية...

جميعنا في الحياة سُجناء وإن لم تُحاصرنا الأسوار العالية، جميعنا عبيدٌ في زمن ظنّن فيه أن زمن العبودية انتهى، جميعنا خِراف تتبع الذي ولى نفسه قائد القطيع، جميعنا معتقولون تحت وطأة الذل والخنوع، جميعُ أوطاننا محتلةٌ،تعاني القمع، والظلم والتنكيل، وما يُدمي القلب أن من يحتلها، ينهبُ ما فيها، يقتل ويستبيح الحقوق هم من قبلنا أن يقودُ حياتنا فحقَ أن نُسمى خراف، فهل تسودُ الكلاب إلا الخراف الضعيفة؟! فليس من المعقول أن تسود الأُسود خراف، فالأُسودُ لا تسود ولا تقود إلا الأُسود والنمور، لا تسودُ إلا الأقوياء الذين لا يعيشون إلا كراماً ولا يموتون إلا عزيزي النفس مرفوعي الهامة، أبطالُ الأرض كنزهم والوطن إرثهم ،أبطالٌ حفظُ كرامتهم وصانُ حريتهم وفهمُ حقوقهم وقامُ بكل حب يؤدون واجبهم....

فمتى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار؟!...


Bayan

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Bayan

تدوينات ذات صلة