لأن القراءة ضرورة وجب أن نعطيها من وقتنا ومن جهدنا لأنفسنا اولا ولنكون لمستقبلنا علامة فارقة ، ومستقبل مشرق.

إن تشكيل مجتمع قارئ يتطلبُ منظومة متكاملة؛ فكما نبحثُ عن قارئ لا بدّ أن نبحث عن ناشر يساهمُ في ذوبان الكتاب في المجتمع، وأن نبحث عن كاتب نوفرُ له ما يحتاجُ ليبدع ويقدم ما يستحقُ أن نسميه أدبٌ وعلم تستفيد منه الإنسانية ويعود بالنفع عليها؛ فالكاتبُ إنسانٌ له متطلبات حياة، يحتاجُ ما يؤمنُ له قوت يومه ويكفيه سؤال الآخرين؛ فلا أسوأ من الفقر گ عائق أمام الإبداع والعطاء...الذكاءُ الفطري مهم لكنه ليس كل شيء؛ إذ أن أولئك الذين يعولون على ذكائهم الفطري دون محاولة منهم لتطوير نفسه والإرتقاء بها من خلال المعرفة التي يشكلُ الكتابُ أهم مصادرها لن يكون قادر على الوصول لمستوى يرضاه لنفسه، وليست المشكلة بأولئك الذين يجهلون فوائد القراءة و آثارها؛ إذ أن وجود من يملكُ العلم والقدرة والكفاءة سيكون كفيل بمداواة جهله وتصحيح افكاره ومعارفه حول ضرورة القراءة وفوائدها، أما المشكلة الأكبر فهي في أولئك الذين لا يعرفون ولا يريدون أن يعرفُ، اولئك الذي اختارُ الرفض لذاته، بل وصل بهم الحالُ أن يقنعُ أنفسهم بحجج رفضهم الواهية، وإنه لمن المؤسف أن نرفض ما من شأنه أن يجعلنا نعرفُ الواقع الذي نعيشه، نملكُ الوعي بأن نفهم ما يحيطُ بنا ويشكلُ خريطة أيامنا، أن نخرج من قوقعة العادات والتقاليد والموروثات، أن نطلع على ثقافات أخرى دون أن نسقط في الفخ؛ أي نميزُ بوعي وذكاء صاغته المعارف المتراكمة ما نأخذُ به وما نتركه، وما يجعلنا نرفع من مستوى كفائتنا ونزدادُ ونتعلمُ من خبرات من جربُ قبلنا، أن نزيد من المفردات مخزوننا فنصبح قادرين على فهم الآخرين والأهم فهم أنفسنا والتعبير الصحيح عنها، ولأن أول ما نزل من ديننا العظيم كان اقرأ وجب أن نقرأ فنحنُ أمةٌ حباها الله بالعلم ليكون أقوى أسلحتها قلمٌ خطّ ما فيه نورٌ يهدي به القلوب ويُنيرُ العقول....ولأننا بشر تفترُ همتنا، نتعب، نُصابِ بالملل وهذا بقليل من المثابرة والنشاط نتغلب عليه؛ فبدل أن نقرأ منفردين نحيطُ أنفسنا بصحبة يجمعها كتاب، وجهتنا المفضلة مكتبة نتشاركُ فيها الإختيار، حماسٌ نشعلهُ بيننا فيزيدنا حماس وإصرار، لا بأس بفترة نرتاحُ فيها ولكن لا يجبُ أن تطول، لا مشكلة إن استبدلنا الكتب التي تحتاج لبذل الجهد بكتب تحتاج من الجهد أقل، لا ضرر بأن نقرأ أقل ما اعتدنا فقليلٌ يدوم خيرٌ من كثير بالزمن مؤقتٌ ومحدود، ولكن ما يجبُ أن نتجنبه ونخشاه هو ذلك الفتور الذي منبعه عدمُ الفهم الذي يكون كفيل بإحباط همتنا تدريجياً ليصل بنا لإنقطاع دائم لا ينتهي، أو أن نقرأ بحماس خارق وما يلبثُ حماسنا أن ينطفى خاصة حين نكون بخطواتنا الأولى في عالم القراءة، لذلك وجب الإعتدال والتأني لنصل لمتسوى نرضاه ولا نقبلُ التنازل عنه...المقارنة التي تزيدك همة ونشاط وإصرار هي مقارنةٌ جيدة، وضرورة أما تلك التي تجعلك تُصاب بالإحباط والتقاعس فشرٌ لا بدّ من تجنبه؛ فلسنا جميعا نملك ذات الظروف والقدرات وهذا ليس عيبٌ ولا خطأ نخشاه؛ فاختلافنا رحمة تستوجبُ الشكر لا نقمة تجعلنا نتذمر.

Bayan

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Bayan

تدوينات ذات صلة