هل تخيلتم أن للأبواب تاريخ وأصل وقصص ؟ حتى باب بيتك قد يروي حكاية

حيث هناك أبواب فهناك حضارة ..


هل تخيلت أن الباب قد مر بتاريخ طويل وهو أكبر من مجرد قطعة تفصل بين مكانين ؟؟ هل يمكن أن تتخيل الحياة بدون أبواب ؟؟

معظم الناس يأخذون الباب كشيء مسلم به وبالرغم أنه شيء ثابت في المنزل لكن له دور هام ، فالأبواب مثيرة للاهتمام بجميع أحجامهاوألونها وقوتها و لديها العديد من القصص خلفها !

قبل أن نتطرق إلى فلسفة ( الباب) دعونا نذهب في رحلة في تاريخ الباب .


لا أحد يعلم متى أبتكر أول باب لكن وجد أن أول فكرة لاحتياج وجوده ( هي الحماية من الخطر) من الحيوانات المفترسة والحشرات ،ووجدت آثار لأبواب صنعت من جلد الحيوانات كانت تغطي أبواب للكهوف .

لم يكن الانسان وقتها يعي مفهوم الخصوصية , ومع التطور البشري بدأ الانسان يدرك أنه بحاجة لحاجز بينه وبين البشر ( الخصوصية ) وإبعاد المتطفلين والأعداء أيضا ، فتغير ذلك الباب الهش من الجلد والقش ليتحول إلى باب من الخشب ومن ثم الصخر والنحاس .


من أقدم الأبواب التي وجدت كانت على مداخل المعابد الفرعونية ، مصنوعة من الأخشاب والحجارة ، لم تكن الأبواب في عهد الفراعنة مجردحاجز إنما عبور لحياة أخرى حيث كانت الأبواب بالنسبة لهم ذات رمزية عميقة فنشاهد عليها نقوش تعبيرية ترمز لما خلف الباب ( غرفة الإله،المقابر، العبادة.) ، وهناك الأبواب ( المزيفة) التي كانت ترمز للعبور نحو الآخرة .


الأبواب في ذلك العصر كانت أكبر من مجرد قطعة عادية !

إنما هي دلالات لعبور نحو التغير ، نعم فالباب هو انتقال من مكان لمكان ، ومع سلطة الفراعنة ذلك جعلهم ليكونوا أول من يضع ابتكار فكرةالقفل . إلى أن جاء لينيوس وابتكر القفل والمفتاح المتعارف في عام ١٨٦١ .

لطالما كانت الأبواب رموزا دينية سواء في ديننا الإسلامي ( أبواب الجنة وابواب جهنم وأبواب الرحمة) وفي الإنجيل ذكر أقدم باب صنعهسليمان عليه السلام من خشب الزيتون وأمر رجاله بنحت الزخارف عليه .

الباب ولفترة طويلة في التاريخ كان دلالة على قوة أصحاب البيت فقد نقش الرومان نقوش للدلالة على شكيمة أهل البيت أو للقصر لنرى علىأبوابهم الضخمة نقوش للثيران وأسود لبث الخوف لكل من تسول له نفسه

لإقتحام خصوصية المكان أو البلد أو حتى البيت .


و ارتبط الباب منذ القدم أيضا بالسحر والأساطير والمغامرات والخيال بدأ من علي بابا إلى باب كوتشولين .


لا تتفاجؤا عندما تجدون أن الرومان تفننوا في ابتكار شكل الأبواب من المزلاج إلى البيبان القابلة للطي !

فالأبواب في تلك الفترة التاريخية كانت ترمز للخروج للبدايات والأمل ويقال أن شهر يناير كان يسمى بشهر الأبواب لأنه أول شهر في التقويم .


كما أنهم أول من قرر فتح الباب إلى "الداخل" تكريماً لإله البدايات والنهايات Juna لإعتقادهم أن تأرجح الباب للداخل هو اداة ترحيب به !


شرق أوسطيا ً كان العالم العربي ( الجزري ) أول من طور فكرة الباب الاتوماتيكي باستخدام مقبض القدم !!


جماليًا لطالما كان مهماً أن يبدو الباب تحفة فنية فهو يعطي انطباع أولي عن أهل البيت فهو أول واجهة للضيف وآخر ما يراه ، لذا أهتم المعمارين العرب بجمال تنسيق أبواب بيوتهم وتفننوا في الزخارف والنحت ، ولأن الأبواب تعكس ثقافة الشعوب وتدل على التهذيب وحفظ الخصوصية لذا ابتكر العرب تلك التحفة الفنية (المطرقة) التي كانت تستخدم للدق على الباب بدلا من منادة إسم صاحب البيت كنوع مناللباقة والذوق ونرى الإبداع في

تصاميم المطارق في أبواب مصر ودمشق والقدس .


قديما من الفراعنة إلى الرومان والبابليين والعرب كان الباب رمزاً للتواصل والحرية ، والمحاولة والارادة ! ففي كثيرٍ من الاساطير عليك أن تلقي كلمة لكي تفتح الباب ،

ولازلنا نحتاج لتلك الكلمة السحرية في عصرنا لكي نفتح العديد من الأبواب في حياتنا !


الأبواب تحتفظ بجوهر الغموض فهي تفصل بين منطقتين مثيرتين قد تخفي الأبواب شيئا عن الانظار ، يصيبنا الفضول لفتحها ، قد ندق الجرس أو الباب لفتحه ، قد نمسك بقبضته ونحاول الدخول ، قد نحتاج للتفاوض للمرور ، أو قد نقول الكلمة الصحيح لفتحها أو قد نحمل الوثيقة الصحيحة التي تسمح لنا بالدخول ، أو قد (نحمل المفتاح) لذلك الباب !! أو قد نقتحمه غصبا ًونستولي على ما خلفه ، المهم أن نفتحه في النهاية .


قد تبقى الأبواب مغلقة لحماية من هو خلفها ، قد تغلق لتحافظ على السرية على الخير أو على الشر ، أو لحماية مكان مقدس خوفا ًمن تدنيسه! قد تغلق برغبتنا كما في بيوتنا أو رغما ً وحبس للحرية كما السجن.


عندما نواجه باباً مغلقا ًنقف أمامه حائرين هل نحاول فتحه؟ هل نعاود مهزومين دون المحاولة ؟ هل نكسره هل ؟ نتفاوض ؟ ، هل نتلصص ؟


نفكر كثيرا ً في الاجراءات والمحاولات لفتحه فهناك اجتهاد وإرادة لنعرف ماذا يوجد خلفه .


أو قد نجده مفتوحاً أمامنا بكل سهولة دون تعب وتفاوض أو قد يكون المفتاح بحوزتنا لنفتحه ، لكن ليس كل باب مفتوح راحة فقد نجد خلفه خيارات أصعب بمرات !! حتى لو امتلكنا مفاتيحه.


وها نحن في ٢٠٢٠ أغلقنا أبواب بيوتنا مغرمين خوفا وحماية.


أرى في الباب رمزا للازدواجية فهو مفتوح أو مغلق ! أو مغلق وغير مؤمن أو مفتوح وخلفه خطر .الباب تلك الكتلة التي يجب أن نزيلها لتسمح لنا بالولوج لتجربة جديدة ( عمل ، بلد ، بيت ) أو لمقابلة أناس مختلفين أو قد يكون دعوةللتحرك للأمام أو للهروب أو لأمل جديد باختصار الباب هو التغير هو الحياة .


قيل أن أصل كلمة باب بالانجليزية جاءت من كلمة سنسكريتية Gaulish Doro ومعناها (الفم ) مما يجعلنا نشبه الأبواب بالشفاه حيث تبدو أفواهنا كأبواب مزدوجة تحرس الكلمات الداخلة والخارجة من أجسادنا .


الحديث عن الأبواب يحتاج مجلدات فتاريخها ورمزيتها أعمق بكثير وقيل عن الأبواب أشعار وحكم وكانت مكان خصب للفنون .


فخلف العديد من الأبواب نسجت حكايات ومؤامرات وأسرار ، هناك أبواب لم نعرف ما حدث خلفها ولم تفضح صاحبها وهناك أبواب فُتحت على مصرعيها وغدرت بأصحابها . هناك أبواب حصلنا على مفاتيحها وفتحناها لكن لم نستطع العيش خلفها !!


لطالما أغرمت بالأبواب وتاريخها وتصاميمها ومن سنة بدأت اتدرب على صناعة الأبواب بفن المصغرات . أخبروني ما هو الباب الذي تودونفتحه أو غلقه في حياتكم ؟؟


Areej Toyllywood

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Areej Toyllywood

تدوينات ذات صلة