نسينا الخسارة الكروية، ونسينا الهزائم العلمية والمعرفية وكذا التقنية والعسكرية. المهم الآن أن العالم يحترمنا
لاعبنا مفتاح:
----------------
إنها آخر مباراة حاسمة لفريقنا الوطني، فإما فوز وإما خسارة.
إما أن نحقق النصر المؤزر بمجرد تأهل للمونديال، وإما أن نخسر خسارة لا قيام لنا بعدها، ولننتحر بعد ذلك فلم يبق لنا سبب للبقاء في هذا العالم التعيس.
صمت يطبق على المدرجات، وأفئدة تلهج بترديد نشيد "قسما"، القسم هنا ليس لفرنسا، القسم هنا لإغاظة الفرق العربية الأخرى التي تنافسنا للتأهل إلى المونديال، وبالذات فريق "داحس" الممثل عن الوطن العربي الذي بيننا وبينه أشد العداوات.
بدأت المباراة، واستعدت لها الجماهير بالهتافات، بعضهم حمل معه دواء الضغط، والآخر دواء السكري، فالقلب، فانسداد الشرايين.
فالمسألة مسألة ثأر، ولا تحتمل التهاون أو الصبر.
مرت المباراة "العنيفة" كما ينبغي لها أن تكون، ركل لأرجل اللاعبين، تمزيق القمصان، حتى العض كان حاضرا أيضا(وقدوتنا في ذلك سواريس أشهر عضاض في تاريخ المستديرة"
كيف لا ونحن المحاربون، فلم يطلق علينا عبثا لقب "محاربي الصحراء".
المباراة ملحمية، لكن دون أهداف تذكر لحد الساعة.
الدقائق الأخيرة على وشك أن تنتهي، أعصاب مشدودة، معارك شرسة بين اللاعبين، شد وجذب، سب وقذف، سترى وتشاهد كل شيء إلا لعبا محترما بشكل محترف.
هاهي الدقيقة التسعون، لاعب من هنا ولا عب من هناك والكرة لا تعرف لها مكانا غير الهواء،
ينجح لاعب الفريق الخصم في إعادة الكرة لحارس مرماه، ويصادف ذلك تواجد لاعبنا الأخطر المدعو" مفتاح" أمام المرمى، الكرة لامست شفر عينه اليمنى، ثم ولجت شباك المرمى، مرحى!!
وأخيرا تأهلنا.
ليس المهم كيف، ولا تقولوا أنها مصادفة، قولوا بالفم الملآن أنها بطولة، وأن ذلك اللاعب الخطر، قام بما لم يقم به أحد قبله ولا بعده، لقد سجل بشفر عينه اليمنى، يا للقوة، يا للبراعة!!
هدف واحد أدخلنا للمونديال، وضربة واحدة مركزة(بالطبع ليست ضربة حظ)، من شفر عينه اليمنى أدخلته التاريخ.
الجماهير ترقص فرحا، وتحمل صور اللاعب البطل قائد الملحمة "مفتاح".
وابتدأت الجماهير تنسج حوله الأساطير*عفوا* قصدي التسريبات الصحفية، فيهم من قال أن ولادته كانت غير طبيعية، وأنه طفل معجزة، وفيهم من قال أنه بار الوالدين، وذلك كله من بركة الدعاء.
أخبار أخرى قالت أن السر يكمن في إطالته لشعره، فهو يمنحه القوة الكافية.
وأخبار أخرى تقول بأن السر في زيت الخروع، فقد كان ديدنه استعماله على شفر عينه قبل النوم.
جماهير متحمسة وصفته بالمنقذ، وأخرى بالفارس المغوار، حتى رئيس الجمهورية استقبله بالتهنئة في عقر الدار.
وعناوين الصحف تلت هذه الأخبار( مفتاح حقق ما لم يحققه أحد في العالمين، مفتاح يحطم أرقاما قياسية ويشرف الكرة العربية، ويحصد تاريخا جديدا للكرة العربية، كيف ساهم اللاعب مفتاح في تغيير نظرة الجماهير الغربية للكرة العربية).
مرت أشهر على تلك الملحمة، وهاهو ذا منتخبنا الوطني ضمن منافسات الكبار في المونديال.
ابتدأت المنافسات، وتلاشت الأساطير والكذبات، وأخذ منتخبنا في التراجع وعد الخيبات والنكبات، وإرفاقها بمنوعات من الفهم الدقيق والتحليلات، لمجرى كافة الأحداث والمباريات.
( يكرهونا صديقي، الحكم انحاز لصفهم، الرطوبة، والحرارة وووو هلم جرا(.
لكن بطبيعة الحال أخبار طفلنا المعجزة عفوا أقصد لاعبنا الخطير لم تنته بعد.
بطلنا كان رجلا، ورغم ذلك بكى في الميدان، واعلموا رحمكم الله أنكم إذا رأيتم دموع الرجال، فاعلموا أن الهموم فاقت قمم الجبال.
أيام بعدها كانت الصحف والجرائد تنقل أخبار بطلنا مفتاح، فكلما عطس أو تثاءب نشرت لنا أخباره،
وتبين للمغردين، ورواد صفحات التواصل الاجتماعي، أن بطلنا تعرض لأزمة نفسية، واكتئاب حاد، وينتوي اعتزال اللعب، والمباريات.
كما نشر لاعبنا صورة له رفقة كتاب "لا تحزن" لعائض القرني، مما جعل العشاق والمتابعين يحذون حذوه،
ويقال أن الكتاب اختفى بعد ذلك من جميع المكتبات، وحقق نسبة مبيعات مهولة، لم يكن الشيخ عائض يحلم بها في حياته.
وعلى إثر هذه الفاجعة التي ألمت بشعبنا الكريم في بطله العظيم، تدخل رئيس الجمهورية شخصيا ومنحه تذكرتين بالسفر إلى جزر المالديف،
وقامت السفارة السعودية ببادرة جميلة حينما قدمت له تذكرة مجانية لأداء مناسك العمرة.
كما قام الرسام الفلندي المشهور(unknown) بتخليد ذكراه في صورة بالزي العسكري رفقة صورة اللاعب الشهير كريستيانو رونالدو(حتى ميسي لم تتح له هذه الفرصة.(
كما نقل عن أن الكيان الإسرائيلي يدرس جنوده تكتيكات استعمال تقنية *شفر العين* لتسجيل الأهداف،
حتى أن دراساتهم كلها باءت بالفشل، ولم ينجح أحد في محاكاة التقنية الأروع في العالم،
لذلك فالكيان الإسرائيلي يرتعد خوفا لهذا السبب).
نشرت وسائل الإعلام أيضا خبرا مفاده أنه وضع له مكان في أرضية نجوم هوليوود) تستطيع بكل فخر أن تجلس فوقها وتدوسها بغية التقاط الصور معها.
نسينا الخسارة الكروية، ونسينا الهزائم العلمية والمعرفية وكذا التقنية والعسكرية.
المهم الآن أن العالم يحترمنا،
والكيان الصهيوني يرتجف منا،
وهذا أكبر دليل على أننا صرنا أمة قوية.
#شمس_الهمة
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات