حين تختار أن تبتسم في وجه من ظن بك السوء، وتختار الرحمة رغم قسوة الأيام، فتطعم قطة وأنت جائع، وترأف بطفل وانت مهموم... لن ينسى الله أعمالك هذه.
دائما ما كنت أمقط الغلظة وقسوة الحديث وأنفر من الأشخاص الذين اتصفوا بهذه الصفات، مهما كانت درجة القرابة بيننا.
الرحمة وكل مظاهر التعبير عنها ما يأسر النفس الطيبة بين الناس. أن تبتسم وتفضل البشاشة على ملامحك بدلا من العبوس فيطيب بك شخص شقي في يومه، ويدرك من خلالك انه لا يزال هناك خيرا في الناس. لا تبخل على الأخرين بكلمات تتودد إليهم من خلالها، (كطاب يومك، شكرا، وجزاك الله خيرا) والأجمل من هذا ان تفعلها لوجه الله فلا تضيق إن كانت ردود افعالهم باردة، بل تعلم انها ستؤثر على مزاجهم وإن لم يظهروا لك هذا.
(الرحمة رداء الطيبون والين كسوة قلوبهم)
أذكر في إحدى أيامي الشاقة استيقظت على ألم عميق في صدري، ولكن رغم هذا توجهت للجامعة وأثناء المسير توقفت وجلست على الرصيف لأستريح فإذا برجلين مسنين يمشون بقربي فيدعون لي بالخير والسعادة، ما اذكره بعدها ان الألم الذي صاحبني اختفى وكأن صدري انشرح وتغيرت نظرتي لهذا اليوم وبدأت أحصي النعم التي أملكها وأحمد الله عليها، حينها أدركت ان الكلمة الطيبة قد تغير نظرة إنسان ليومه بل من الممكن ان تغير انسانا كاملا.
ان تستمع لصوت الضمير في قلبك وتكون رحيما بك... تهذب وتؤدب ذاتك بتعاليم خالقك العظيم، فترضى... وماذا يلين القلب و يجعله رحيما أفضل من الذكر والشكر والعبادة.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات