الحَديث عَن الحَثِيث مِن الأمر بِكامِل الأوصَاف وإحتِرام الذّات لَا المَلذات؛


تُعتَبر الخُصوصِيَّة أحَد أهَم عَوامِل الحَياة ولِرُبَّما المَمَات أيضاً، فَالمَقصُود هُنَا هو الطَّابِعُ الشَّخصِي للأحَيَاء ولِلأموَاتِ سَوياً وسَواسِيَة، فَالبَعضُ مِنَّا ومَن هُم فَوقَ الأرضِ يَعيشُ مَيّت القلبِ وحيُّ الجَسد، بَينَما وبِالمُقابِل هُنَاك مَن هُم تَحتَ الأرضِ مَن يَعيشُ حَيّ القَلبِ ومَيتُ الجَسد أيضاَ، كيف؟ أيُعقَل أنَّ الأحيَاء يَتساوون مَع الأموَات؟ أَحِيَادٌ هو الأمر؟ أمْ هِي حِيادِيَّة كَما العُمر؟ أيَحمِلُ التَذكِير والمُذكّر فِي تَعرِيفِهَا والصّفَات؟ أمْ تَحمِلُ تَأنِيثُها والمُؤنّثِ فِي تِلك السّمَات؟


دَعُونَا نَتحدّثُ قَلِيلاً عَن التَفاصِيل، فَالخَلق هُم تَركيبةٌ لَا نِزَاع فيهَا، أو بِالأحرَى وبِالعَامِيَّة المُطلقَة " لَا لقَافة فِيها"، مُذكَّر ومُؤنَّث، أي نَعم أنَّ الحُقوق مُتساويَة بَينَهم بَل لَهُم ولَيس لَا فِي التّساوي ضِدّهم، فِالتدخُّل فِي شُؤون الغيرِ قَد يَصنَع آفَّة مُشتَركة عَليهِم، عَالمِيَّةٌ هِي العَوامِل، وليسَت حِكراً عَلى أحدٍ بِالرّغم عَن أنفِ التَّساوِي، فَالأقوَام هُم مَجموعَة مُفردُها قَوم، وكذلِك الأخلاَق مَجمُوعة مِن مُفردِ خُلُقْ، أرئَيتُم أينَ مَربطِ الفَرس يَا فُرسان! الخُلُقُ خَلقٌ والخَلْقُ خُلُقْ، يَتشَارك أصحَابُها نَفس الأسَاسِ والسّمَات دونَ الإِفلاَت والإلتِفَات إلى الحَواجز المَعروفة والتِي تُعتَبر تِلك الفُروقات بَين أصنَاف الخَلقِ وأعرَاف الشّعوب.



فَالمُضيّ عَكسَ التَيَّار قَد يُسبّب الإضطِرَابات والتِي قَد تَعكِس ذلِك الوضُوح التَّام بِالخُروج عَن المَسار الصّحيح، مَسار؛ طَال الحَدِيثُ عنهُ عَلى أنَّه الحَثِيث، مَسار؛ قَد تَنبَّأ بِه السَّابِقُون ونَصَح بِه اللاّحِقون، مَسار؛ إيجَابِيّ الطَّابع والطّبَاع خِلافاً لِمُتَلازِمة الضَيَاع ومَن ضَاع، قَد يَطول الكَلام ولَا عِبرة بِالكلِمَات دونَ تنقِيط الأخلاق وفِهمَ المقصُود، هذَا ليسَ غُموضاً عَلى قَدرِ أنَّه إفصَاحاً بِالحدِيث عمَّا يُفِيد الورِيد.



مَا أشبَه اللفَائِف البَشريَّة بِالبَشر، بَل بِتلك الطَبخَة، هِيَ طَبخَة مَلقُوف تَماماً كالوَرق، ورقٌ مِن البَشر، بَشرٌ؛ إختَار بِنفسِه ولِنَفسِه العَنَاء بَعد المُضيّ قُدماً فِي مَسار مُغلق، مَسار إختِلاف، مَسار؛ إختَلفَت أجِندتُه ومَصادِرُه عَن الآخرين، مَسار؛ لا يَقتصِرُ عَلى جِنسٍ مَا أو عِرق مَا، ليسَ لا في ذلِك، بِتشابُهٍ فِي تَحضيراتٍ إختلّ تَوازُنها عِند الإقدَام عَلى التَطاول وتَجاوز الحُدود، إنَّه الحُكم ذو الإنفِلات الذَاتيّ المَصدر.



فَالبَشر ليسُوا كَامِلي الأوصَاف يَا لُفَافةٍ إختَارت الإنفِلات عَن ذاتِها، لرُبَّما تَبحث عَن نقصٍ مَا بِداخِلك! بِتلك التَحضيرَات لِتقديم وجبَة شهيَّة كالإجتِماعِيَّة بِالنِهاية، بِالنِسبَة لَك؛ هِي شَهيَّة بِذَات المِقدَار مِن التَدخُّل فِي خُصوصِيَّات الآخرِين، فذَاك الغَرضُ مِمَّا بِداخلِك هُوَ بِداخِلك أو بِداخِلكُم أنتُم، يَا مَن إختَار خَلِيطاً مِن الرذَاذِ والرذَائِل لِيُكمِل بِه لفَافةٌ أخلاَقِيَّة يُسمى صَاحِبُهَا بِالـ "المَلقُوف"، مُتسرّعاً حتّى قُبَيلَ عمليّة الغَلي والسّلق كَما يُقَال، أيّ حِينَ اللَحظَة المُناسِبَة لتَقبُّل ردُود الفِعل السَلبِيَّة وبِمَا يَعني أنَّ الطبخَة قَد نَضجُت جيداً ولنْ تُناسِب مَن يُحيط بِها مِن بَاقي السلِيم مِن البَشر، فإمَّا لِتناولِهَا دونَ رغبةً فِي ذلِك أم حذفُها بَعيداً عمَّن يَعترضُ طريقُها لِهَدف الإبعَاد لَا الجُحود والنُكران.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات أحمد البطران "بطرانيات"

تدوينات ذات صلة