حَدث عالمِي يَنتظره عشَّاق البُن مع الفنَّانة المُلقبة بـ "الحِنطيَّة" - نُسخَة مُعدَّلة
تَستعِد المُطرِبَة حبّة هِيل والمُلقَّبَة بِـ "الحِنطيَّة" لإحيَاء حَفل ضَخِم جَماهيري فخِم حيثُ تلتقِي فِيه مَع أعضَاء فِرقَتًها بعد انقِطاع دامَ قصِيراً تَسبَّبَ بِه زنجَبِيل بعد إختِلاسِه نَظرة غير شرعيَّة وإختِلائِه بالقِرفة السَمراء أثنَاء تأدِية بروڤة "الطاحُونة" وذلِك للتأكد مِن جَودة الأدَاء قبل مَراسِم السَكب أمَام الجُمهور.
هُنَاك؛ إرتِبَاك بَسيط ومُسيطِر يُحِيط الجَميع إضَافةً إلى توتُّر يعُم المَكان بِسبب جِديَّة المِحمَاسة أمَام مُنافِسيها، بالمقابِل؛ تَرصُّد مِن بعِيد مِن رُفقَاء الدَّرب وأصحَاب المُنافسة الشرِيفة مِمَّن يَختبئ آنَاء الكيل ومِمَّن يَضع اللمَسَات الأخِيرَة بِالمِهباج على أرض القَمقُوم.
الطَرب ليسَ عَار ولَا مُستعار هُنا، بَل بِالفِعل هو حَقيقة فِي عزّ النّهار، حقِيقَة تُبيِّن نِزاع لا صِراع والواضِح بينَ صَفحات الأهبَار وكَلِمات الأحبَار، ربَّما أيضاً بُرهَانٌ مِن البَراهِين يدُل على طريقة تَسلُّط البعض بِما يَحلو لهُم مِن اختِيار زينَة قد تُنافِس الحِنطية ذات القَلائِد مِن الأصفَار.
يُقام الحَفل عادةً بِقيادة مايسترو مَعروف بالوسط الفَنيّ البُنِّي، أي مَا يَتعلَّق بِالـ "البُن"، الأمسِية مُختلطَة ومُبَاحة الأعذَار، لَا أسرَار، يُبِيحُهَا مَزيجاً مِن الإثَارة فَاتِحة اللَّون بِلا أيّ التأثُّر مِن الاحتِراق الداخلي والحسَاسيَّة بينَ جمِيع الأطرَاف، نِزاعٌ كانَ أم نِزَال، لطَالما أثبَت حُضورِهم مِلكيَّة ليسَت بِدائِيَّة فِي التربُّع عَلى عرش المَوائِد الشرقيَّة.
طُقوس تَسبِق بِدايَة الجلسَة، خِلاف مَا يُبعثِر الأورَاق، التّنظِيم لا بُدَّ مِنه وبالأعمَاق، إلتِماسٌ كالتّريَاق، تَخبُّط واضِحٌ بينَ الحُضور، مِن مَن؟ ممَّن يَحضُر متأخراً دائِماَ وبالوقت الضّائِع فِي مُحاولة حجز أولويَّة واحتِواء المَوقِف ليظهَر أمَام المَلأ مِن الجُمهور وكأنه في أهبَّة الاستِعداد ضد الخُصوم ومُحاولة في إفسَاد اللحظَة على الحِنطيَّة، بَعد ان كانَت النَجمة قَد احتَفلَت بِالعدِيد مِن الحفلات الغنيَّة الغِنَائِيَّة مرَّات عدِيدة قُبَيل طرحِها المَذاق المُتجدِّد أمَام مُرتادي الجَلسات أصحَاب الصَخب والنَخب مِمَّا يَتماشى مع الأحداث العالميَّة ويَزيدها دفعة ورفعة للأعلى تارَّة والى الأسفل تارَّة أخرى.
انَّه القمقوم يا سَادة، الدق والديق بالأباريق ونشفان الريق، مَن يحضُر مُتأخراً كالعَادة وبالرّغم عن كلِّ ذلك مُرَحَّب بِه دائماً، لقُدرتِه على احتِضان الجَميع. فالقلب يَتسِع لأهل الغمرة والقمرة من مُحبِّي الحِنطيَّة والتي طالمَا كانت ترسُم الابتِسامة والرضاء التام مِن كلِّ أداء قامَت بِه وأهدَاف قد لا تكون مَاديَّة على قدر انَّها تنطَوي تَحت نقابة الجَلسة العربيَّة.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات