مُفَاعِلنَا دَلعُونا؛ بِالسّلمِ والسَّلام لا الإستِسلام.

يَنتَابنِي شُعورٌ غَريب بَعض الشيء حِين أبحَثُ عَن تارِيخ السَّعادة فِي هذا الزمَن الحَاضِر، فَأدوات البَحثِ قَد تكُون مُختلِفَة عن سَوابِقها مِن تلك المَقاييس التي تُفرّق بَين الفَرح والتَرح، بَين المَديح والردِيح، بَين الفَخر والكُفر، ولربّما الإعتِزاز لا الإبتِزاز، هُنـــا التّاريخ بِنفسِه يتحدّث، تُجادِلني أيضاً تِلك الأدوات ومَدى مِصداقيّتها، تَنطِق هيَ العربيّة الفُصحى، تضع بِنفسِها النُقاط على الحُروف وتسألني ما هو الغَريب العَجيب لا المَألوف؟



بِالنسبة لِي فالإِجابة قَد لَا تكُون واضِحة بِقدر الواقِع الأوضَح، لأنَّ الإجابات قَد تحتوي على أخطَاء تُسبّب الفَشل، بَينما الواقِع هوَ الأصدَق، وكمَا يُقال عِند الإلتِقاء مع الحقِيقة؛ يَا ليتَها كانَت الفُرصة الضَّائعة للعدِيد مِن التَساؤلات ومِنها؛ مَن أتَى إلى هُنا بِلا دَعوة؟ لِما ذاك الإستِقبال البَريء مِن نَوعه؟ أهِي أقنِعةٌ قَد زِيلت عَن وجُوه غرِبية؟ أم صِدقُ النُواة والنيّة الشَّرقية؟ أسئِلةٌ كثيرَة بِلغَة السَّاميَّة وتَليها إجَابات كنعَانيّة.



فالدّلعـــونا؛ كَانت تضرُّعاً مِن أجل المَحبّة قَبل أن تَرحل العناة وتُصيب عشِيقها المُعاناة، هِي ليسَت تِلك الرقصَة المُتراصّة الأكتُفِ والأقدام، بَل؛ تَاريخ يَشهدُ لأصحابِه القُوّة والإقدَام، خَطوات تَتمرجح خلفاً وإلى الأمَام، وعِند الإتّزان تُصبح الصُّورة كمَا نقول يَا سَلام يا سَلام، أصداءٌ تَلتقِي بأصواتها مَهما مَضت الأيَّام، هِي أرضٌ بِشعبٍ وشَعبٌ لأرضٍ يَا غُلام، أنحنُ من غرّتنا الإنسانية حتَّى ولو بِالمنَام؟ أم أنتُم مَن كرهتُم حَضارة الجِمَال ذو السنام؟



أفَهمتُم التَلمِيح ومِن قَبل هذا مع ذلك التَّسلِيح؟ ألَن يُجبِرُكم التَّاريخ على أحقيّة المَليح؟ بِالحُضور كَان لِكنعان الحقُّ قبلكم قائلاً زيح زيح، هِي ليست برقصةٍ على أنغام كلمات سَمِيح، أنتُم مَن حَضرتُم بِرفقة الشبِّيح وبِأمَارة التَشلِيح، لن تَطول أفكَاركم حتَّى ولو كان البند الصّحيح، أتبحثون على أرضِ كنعَان ما هُو لكم مِن الضَّريح؟ فِلما تِلك الوحشيّة فِي القتل بالتبجُّح والتَبجِيح؟



هُنـــــــا؛ تَشهد الشبَّابة مع الأرغُول، ولَن نَنسى كيفَ بِالمجوز الغَير معقُول، حُريّة ومَا يحلو مِن الكَلام والنغم المَهُول، نَشوةٌ تَطرق بِأقدامِها الأرض وكل مَا يطُول، قَافيةٌ تُشبه الحَناجر بَعد الشِّفاء مِن دَاء العَالول، قائِـــلةً :




عَلى دلعُونا عَلى دلعُونا راحُوا الحَبايِب مَا ودّعونَا


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات أحمد البطران "بطرانيات"

تدوينات ذات صلة