لا تعش طويلاً في دورِ الضحية. عش، غامر، وأسعى.. =)
تلك اللحظة عندما نعي ونرى تلك الفُرص التي اضعناها والحياةَ التي فقدناها. من هُنا ومن هذه اللحظة نبدأ العيش في دورِ الضحية، وما أقسى هذا الدور. ترى بأنَّ من عشت لأجلهم عاشوا هُم حياتهم، وتغيرت آراؤهم وأفكارهُم، فهُم لما يعيشوا في مكانٍ ضيق كذلك المكان الذي خلقتهُ لنفسك. قد تكون في العشرين من عمرك أو حتى في الثلاثينِ أو الأربعين ومازلت تقف مُتحسرًا لائمًا نفسكَ على ما فات ومضى. تلومُ نفسك على قراراتٍ اتعبت قلبك وإنجازاتٍ كثيرة لم تتحقق. تستذكرُ تلك الروئ وتقول ياليتني فعلت وياليتني لم أفعل. تتمنى لو أنك وثقت بنفسك أكثر، وأغلقت أُذنيك حتى لا تسمع كلامُهم المسموم، وتتمنى لو أنك أغلقت عينيك عما تعتقد وترى أعينهم. تتمنى لو أنك أصررت وحاولت أو حتى تمردت على تحكُمِهم. تشعرُ بأنَّ الوقت قد فات وأن وقت التغييرِ قد اِنتهى، وتظلُ قاضيًا ما تبقى من حياتك مُوجِهًا أصابع الاتهام على وجوههم. تشعرُ بأنك أنت المظلوم والمجنيّ عليه وهُمُ الجُناة، ولكن لا بد أن تتذكر أنك أنتَ الذي رضيَّ وصدق! صدقت بأن السعي لإرضائهم هيَ مُهمتك الأولى ونسيت بأن الله لم يخلِق روحك لكي تُعذبها بخياراتٍ وحياةٍ لا تُشبهها. نسيت بأنَّ الله أعطاك حُرية الإرادة، حُرية العقل والتفكر، والقدرة على الاختيارِ والتمييز. قد تكون جاهلاً أو مسلوبًا للإرادة لسنوات ولكن يستحيل أن تقضي كل عُمرك على هذا المنوال فالحياةُ تتغير والظروف تتبدل بين حينٍ وحين. عش ما تبقى من عمرك راضيًا مرضيًا فما زال في الوقتِ بقية. غامر وأسعى لتحقيق كُل شيءٍ لم تستطع تحقيقه في سنواتك الماضية فما زال الأملُ موجود طالما أنَّ في عُمرك بقية.
لا تكن ضحية، أرجوك لا تُطِل العيش في دور الضحية.
أفنان أحمد
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات