نقرؤها كل جُمعة..دونًا عن غيرها من آيات الله، ذلك لمَزِيَّة خاصة في عيدنا الأسبوعي..فهلم إلينا لنعي مقاصدها.

تعال معي إلى ذلك الكهف، نأوي إليه-كما فعل أصحابه-نعتزل الحياةَ، لنرقى إلى حياة الخلد، نتدبر في ملكوت الإله، و نعيش في كهفنا لحظاتٍ من الإيمان..السكينة و السلام، سنلفظ ها هنا، كل هَامٍ، ونستعين بِحمده على كل الآلام.

تعال ليضيئ كهفنا يوم التناد، و يُغفر لنا ما بين جمعتنا سلفًا وآت..هَلّمَّ إلينا، هيا تعال....

كهفنا حياة، أسلوب نجاةٍ، ومواعظٌ من الإله، سنتداركها سويًا في رحلتنا عبر دهاليز كهفنا، لنقف على وقائع الأحداث، سنسمو و نرتقي إلى همم السحاب، و نرسو بقاربنا على مبتغى الوقائع و الأهوال.


على ديباجية-أي مدخل-كهفنا كُتِبَ..(الحمدلله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا)...كان كتابًا أنزل في غار كذلك الغار هناك، ريثما كان في عزلته-صلى الله عليه وسلم-"عزلته مع بارئه" هنا سنلتقي..ونرتقي بالدروس والعبر كما أنزلت على النبي في كهفه الخاص.


-(وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا،*إلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا)...تذكرةٌ و تبيان لكل حين وآن، بأن..إذا نسيت ذكر الله في كل خطوة تخطوها، فتذكر أن تربطها بمشيئته سبحانه، فلا سكنًا يدوم ولا وصبًا يزول، إلا بمشيئته...ولا يستتبُ لك شييءٌ من أمر دُنياك إلا ولآزمتها معية الله..و توفيقه، فلعل شراع رحلتنا قد نُصب..فلنشدو بها -إن شاء الله-مرةً تليها أخرى، حتى يلازمنا "الهدى" نور الله في أرضه، نسير به إلى مبتغانا، و ننأى بذلك عن كل إفكٍ و هام.


-(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا)...ولَعَلَ صُحبة صالحةً تُنجي، وتنأى بروحك إلى سبل الخلاص، فهل إلى دار الصلاح سبيلُ؟..أم أَمِن بعد الضلالِ ضلالٌ؟!.

ولاتُطع قومًا افتتنوا بهوى النفس... فلم يكفهم ذلك، ففتنوا غيرهم وغرتهم الحياة الدنيا..وغرهم بالله الغرور.


-(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا) جزاؤك من جنس عملك، ولعلك لا تعي مثوبَةَ جهدٍ بذلت، أكان في سبيل الله أم في غير ذلك بُذل!.فهل أضاع الله قومًا أحسنوا عملهم و أخلصوا لله، كَمثل "أصحاب الكهف"؟.فنوايا العمل إذا ما خَلُصَت جوزيت بذلك...في عالمنِا ها هنا، وكذلك في عالم الخُلد.


-(وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْن) بين جحودٍ وشكرٍ للنعم، و بين عطاءٍ غير محدود من الإله، إلى جحودِ بلا قيودٍ من البشر، فيضاعف الله لمن يشاء و يحط بها"نعم الله في أرضه"من يشاء سبحانه.


-(الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلً) ما بين باقٍ وفان، و مستقبلٍ و آن، فيأيها الأنام، لما لا نشدو بعيدًا عن الأثام، ونحذو حُذو مَن يشدو الوئام؟!..فبما دام التعلق؟ أكان بالباقيات الصالحات..أم بالخوالي،فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ؟!


- (وعن قصة موسى والخضر-عليهما السلام.).. ففي خرق السفينة، ذبح الغلام و كذلك ترميم الجدار، كَمُنَ الشر في الخير، والخير في الشر، و لعلك لا تدري أخيرٌ أُريدَ بِكَ، أم دون ذلك، في فحو الوقائع و الأحداث..فعجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خير!

- (قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا) فهل كان سيدنا موسى ليصبر حتى النهاية؟ أجاب ربنا فقال (وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا) لذلك كان جزاء الصبر دائمًا، جَنَّةً وَحَرِيرًا.

-(قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا) في عدم مؤاخذة غيرك على السهو و النسيان عبرةٌ، من علِمها كان أرقى في تعامله مع بني البشر، مالم يتعمد الغير ذلك.


-‏(وعن ذي القرنين..)..في قصته و تعامله مع الأقوام في مغاربِ الأرضِ ومشارقها..قوامةٌ و حِكمة، وتلك هي"أرض الله"يورثها من يشاء من عباده.


-‏(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا)..

صديقي..لقد خادعتنا الدنيا إلى أن خدعتنا و شغلتنا حتى كان شُغلنا الشاغل بالحياةٍ، سعينا وراء النِتاج، دون علمٍ أو يقين...دون اِسْتِقْصاء أو تمعين، ورأيت في ذلك خُسرنًا مبينا..فهل ضل سعيُنا و فسدت بضاعتنا؟ كَمثل سراب لاحقناه، فحسبه الظَّمْآنُ مَاءً، حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا... وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ .




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات دهاليز مُجتمعية.

تدوينات ذات صلة