عن تلك الحرب المُضنية و عن ذلك الجسد، المُتنازع عليه من كل الجهات..القلب، العقل و الروح.

حربي الصغيرة..


أؤمن أن كُلًا منا له حَربه الخاصة، يخوض غمارها فيعي أو لا يعي مُنتهاها، فالبعض منا تكون حربه؛ حربًا ذات خصوم ونزاع قائم، بين أطراف ما بحيث تترامى فيها وجهات النظر، فيعلوا فيها صوت الأقوى حجةً وبرهانا، وهنالك أيضًا يخفت صوت المنهزم، فلا تكاد تسمع له حسيسا...إذًا فلقد انهزم أحدهم في نهاية المطاف فخارت قواه، ريثما قوى بأس آخر.

وهنالك الحرب الأخرى، و تلك حربٌ يَشنها الإنسان على نفسه، حيث يكون الطرفان في النزاع هما نفس الشخص، جسد يُنازع نفسه؛ وكأنهما جسدين تراكبا معًا كقطع اللوجو حتى ظهر في تلك الهيئة(جسدِ واحدْ)؟ إذا فلمن الغلبة في نهاية المطاف؟ ألنصفه الأول أم لشقه الثاني؟

على أي حال فالمنتصر هو ذاته المنهزم، إلا أن هالة من اليأس كانت لتُضفي على ساحة العراك-عقل بني آدم-ولعل الخلاص إلى حل ما وسطًا في طرحه لا يُجدي، فعناد الطرفين أفضى إلى خراب تام.

فماذا لو اجتمعت هاتان الحربان في آن واحد، فبدت هذه الحرب لمن فيها، كمقاتل في أرض المعركة، يُحارب بِسيف ذي نصلين؛ ليس له مقبضُ يقي يده من حِدَة هذا السيف، فكلا الطرفين نصل له، فهو يمسك بنصلٍ من ناحيته ويحاول الدفاع بالنصل الآخر من السيف، لا يلبث أن يُدمي يدهُ قبل أن يقضي على خصمه في النزاع.


عبدالرحمن.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات دهاليز مُجتمعية.

تدوينات ذات صلة