تظن أنك تنجو، وفي يدك الخلاص..فلا يلبث أن يستحيل خلاصك، إلى صورة رمزيةٍ..شاهدةٍ على هلاكك!

صغير الحمام...طوقه صاحبنا بطوقٍ برقبته، ليس لسبب إلا لخوفٍ عليه^ من مكر الزمان، وضياعهِ وسط سرب الحمام..فيمشي شاردًا لا سبيل لعودته لعش الأمان... فطوقه هذا هوا بمثابة الحامي له "طوق النجاه"أو هكذا كان يعتقد الأخير!

كبر فرخ حمامتنا واتسعت له مجاري الحياة ..عُنقه زاد اتساعًا...و لكن طوق رقبته لم يتسع بعد؟!

في مراحل حياته كان يبذل الكثير، من التضحيات، فقط من أجل الطوق، أعني "طوق النجاة"..فلطالما لم يحمل الطعام في أحشائه كسائر السرب، ليطعمه أو ليستطعمه في حين آت..ذلك ألا يخنقه طوقه فيضر لتخلص من ما في 'حوصلته'من حبات القمح..

لازالت حمامتنا تقاوم -المآلات-متمسكة بطوق نجاتها..فقد قال لها صاحبنا ذات يوم: طوقكي هذا، هوا ما يجعلك مميزةً عن سائر السرب...فكلما زادت تضحياتها.. كلما ضاقت أنفاسها و أضحى الهلاك رؤي العين..مسألة وقت.


"ولازالت تضحياته تأسر روحه خلف عظام جسده البالي!"


وفي تأبين الحمامة أنشد صاحبنا:

في وسط محيطٍ مليئٍ بالرجاء

و في بحر المنى، أبحرت و قاربي

وقلت هيا يا شراع، خذني ناءٍ

وأرسوا بي على شط الغنائم و النجا

فأجابني مُتَهدجًا و بهمسهِ..يا صاحبي

لا تجري الرياح بما تشتهي السفن

فعزمت توًا حينها، للريح مسألةً

هلا يا ريح..اشتهيت ما اشتهت تلك السفنُ

أم كنت منحازةً لذا..جافيتني

ارديتني خائر الحركات، مشلول القوى



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات دهاليز مُجتمعية.

تدوينات ذات صلة