خواطر حول آية قرءانية ، رحلة في دعاء سيدنا موسى و ساعة الإستجابة!


"قد أوتيت سؤلك يا موسى " 🌼


تمسك بعصاك ، بقلبك الناظر إلى الجبل ، بضم يدك إلى جناحك ، بالمسير مع الرفيق ، وبهجرة المكان إن لم تكُنه ولم يَكُنك ، بقوتك على سقي الأمل في قلب الألم، سيسقيك حينها نبع من الحياء ، المعجزات لن تنتهي حين تؤمن ، وحين تخلص في الدعاء ، لا لأنك عبده وحسب ،بل لأنه ربك قبل وجود إسم عبوديتك، وحوله وقوته قبل قبول إحسانك ، وإستجابته قبل ترتب الدعاء في خاطرك ، وقبل أن تحيط المسألة ِعلما بقلبك ..

أفكر بسيدنا موسى " عليه السلام " ، وكيف آتى الله به إلى "عصفورة" من مكان أبعد مما ترى ، أتخيل خوفه الممزوج بعناية الله له، وهو يسرع الخطى فلا توقفه نفسه أن يؤدي شكر نعم الله ومد العون حال إضطراره وخوفه ، وإذ يتولى بعدها إلى الظل ، فتسنده شجرة من الحكمة ، وتنطق الروح بالدعاء ،فلا يكون بين الدعاء والإستجابة إلا " فاء" المعجزة ، لن تنام وحيدا ولا مطاردا ولا غريبا ، لك السكن كله وقلبٌ مُحِب ، وهذا ما قدر الله أن موسى عليه السلام يحتاجه الآن في حربه على الكفر ، لا صنعة سلاح ولا إعداد جيش ! بل أن تجد الروح من تمشي إليها ، وأن تكون الأرض وطنا لا حدود فيه ، وأن يأخذ الأمر من حكمة الوقت والسنين، وأن يُعطى مع العمل الصبر ، دورة أُنس من التدريب ،كي لا تلتفت وأنت على الدرب .. "موسى" يعلمك كيف تختار الله أولا ،كيف تُحسن وصف حالك ، كيف تعرف فقر وحاجة نفسك ، وكيف تحمد بقلبك ويدك ،

فتتهيأ المعجزات ، ويُؤتى التمكين ،وينشق البحر بأضعف سبب، وتعبر إلى بره الآمن و في نفسك يقين ما رأيت من الإستجابة ، لن يصل إليك قبل قدره أحد !

فلا يضرك أن تكون وحدك إن إخترته ، تحمل الدعوة والدعاء ، فبينهما في لحظة ما ستؤتى سؤلك الأنسب !


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات سناء بن داودي

تدوينات ذات صلة