في الابتلاءِ عبرةٌ ودرسٌ وتهذيبٌ للنّفسِ، في الابتلاءِ نعمةٌ لا يشعرُ بِها إلّا منْ يعرفُ سببَ وجودِ الابتلاءِ في حياتِنا!

تمضي حياتنا بين فرح وحزن، بين ألم وراحة، بين حب وكره، بين فراق ولقاء، بين نجاح وفشل، أيام لك وأيام عليك، إنه قانون الكون الذي لم يتغير منذ الأزل. وبالتأكيد مررنا جميعا بأيام تساءلنا فيها لماذا يوجد حزن وألم في هذه الدنيا؟ لماذا لا نملك حياة وردية يطغى عليها الفرح والسعادة؟ ماذا سيحصل لو كانت حياتنا كتلك التي في القصص والروايات؟


حقيقة كل تلك الأفكار عبارة عن أفكار استنتجناها بعواطفنا لا بعقولنا، فلولا الحزن لأصبح الفرح شيئا مملا لا فائدة منه! تخيل لو أن جميع الناس ناجحون ويحملون شهادات عليا، فأين التميز حينئذ عندما تكون ناجحا مثل الجميع؟ ماذا لو أن أحبتنا لا يفارقوننا أبدا؟ بالتأكيد لن ندرك قيمتهم بشكل كامل إلا عند الابتعاد عنهم! لو أخبرتك أنك ستعيش طوال حياتك دون مرض، فمن منا سيقدر قيمة صحته حينئذ؟ سيصبح شيئا طبيعيا اعتدنا عليه!


يبتليك الله ليعلمك ويهذبك، يبتليك لتعود إليه وتطلب منه العون والمساعدة والمغفرة، وكما نعلم أن الله إذا أحب عبدا ابتلاه، فهل هناك أجمل من ذلك؟ الابتلاء دليل على حب الله، والابتلاء خير معلم لكل إنسان، فكم من إنسان كان سبب نجاحه أنه فشل مرات كثيرة! وكم من إنسان جنى أموالا طائلة لأنه عرف معنى الفقر! وكم من إنسان تقرب من الله أكثر لأنه ذاق مرارة بعده عنه!


إنها سنة الحياة! هكذا كانت منذ الأزل وما زالت كما هي وستظل للأبد، وبالتأكيد أن هذا لحسن حظنا! فنحن بحاجة لأيام الحزن والاكتئاب لنعرف معنى السعادة وقيمتها، ونحن بحاجة لأيام الألم والمرض لندرك أهمية الصحة والعافية، ونحن بحاجة إلى الخوف والقلق لنعرف أهمية الأمان الذي نعيشه بفضل من الله تعالى، وبحاجة للفقدان لنعرف أهمية أحبائنا، وبالتأكيد بحاجة للفشل والسقوط والتعثر لنشعر بلذة شعور النجاح والإنجاز، فاحمد الله على الابتلاء كما تحمده على النعم فهو من أكبر نعم حياتنا!

فَرَح

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

صدقتِ.
نعم، إنّها سنّة الله في الحياة!

إقرأ المزيد من تدوينات فَرَح

تدوينات ذات صلة