هل كنت تظن يوماً أن الحياة مثالية جداً، وردية لدرجة ألّا يعيق طريقك ذاك العلقم المسمى بالمشاكل؟


كم من الليالي جلستُ فيها مع نفسي أتخيلني بطلاً يواجه الفشل، الظلم، الحقودين من الناسِ، السيّئين طباعهم، مشاكل الحياة بشتى أنواعها، وكيف كنتُ في كل مرةٍ أنتصر بسهولة بالغة؟

أجل هكذا كنتُ أتخيل نفسي أنني لو واجهتُ شتى المصائب سأخرج منها بكل سهولة لأنني أؤمن بنفسي وأثق أنني قادرة على ذلك!.

لا أدري إن كان الأمر يتعلق بكثرة مشاهدتي لأفلام الكرتون التي يظهر فيها البطل قوياً قادراً على شق المستحيل بكل سهولة!

ومع مرور الأيام، وعلى حين فجأة باغتني قطار اليأس، فوجدت نفسي عاجزة على أن أحل أتفه المشاكل التي تواجهني، وجدتني أسبح في دوامةٍ وسط البحر!

وبدأت أخوض تجارب حياتية صعبة جداً لدرجة أن أفكر بالاستسلام بعد عدة محاولات، ثم شعرت بأنني بدأت فعلاً أنمو مع كل مصيبة تعترض حياتي شريطة أن أدفع الثمن في كل مرة يقيناً وعزماً وإرادة لا تنقطع!

علمتني الحياة أشياء كثيرة، أيقنت بعدها أنني قد صقلت جيداً لمواجهة أي مصيبة، ولا عجب أنني عندما سألت أصدقائي عن مشاكلهم الحياتية وكيفية تأثيرها عليهم وكيف حاولوا مواجهتها دون جدوى، لم أصدم من إجاباتهم لأنني مررتُ بذات الشيء مسبقاً وأنا على يقينٍ أنهم بعد فترةٍ سيغيّرون آرائهم كلياً بشأن الموضوع، لأنهم سيكونون مشبعين بالتجارب التي مروا بها...

إن أي حدثٍ يعيق حياتنا يكون أشبه بمشكلةٍ يجب أن نجد لها حلاً كي لا تنتشر كالسرطان في حياتنا، وحقيقة الأمر أنه لو لم تتواجد هذه المشاكل والمصائب في حياتنا لما كنا سنصبح عظماء في نظر أنفسنا لأننا وفي كل مرة سنتعلم المزيد ونصبح أوعى من ذي قبل ولن نُصدم بعد ذلك.

إن إيجابيات أي مشكلةٍ نواجهها تفوق سلبياتها وإن بدى لك عكس ذلك، ففي كل قدرٍ من أقدار الله حكمة عظيمة تالله لن تدركها إلا بإيمانٍ قوي، ولقد سألت العديد ممن واجهوا مصائب كبرى حولت حياتهم لعلقمٍ كان نهايتها الخير والبركة، ولا ننسى أن كل بلاءٍ هو ابتلاء وأن بعد العسر يسر.

قد تكون المشكلة التي مررنا بها ابتلاء في صحتنا كأن نصاب بمرضٍ أو أن نفقد جزء ثمين من جسدنا ولا تنسى أن أمر المؤمن خير في السراء والضراء كما حدثنا رسول الله.

وقد تكون فشلاً في الدراسة، ولا يعني ذلك أن تستسلم، فلو سلمت أمرك للفشل ستبقى وصمة عارٍ في حياتك، لن تهنأ بأي يومٍ فيها، ونصيحتي للذين فقدوا درجات كثيرة أو لم يحققوا حلماً من أحلامهم في دراستهم المدرسية أو الجامعية، تأكد أن الله يعلم كم تبذل من الجهد وكم تسهر الليالي الملاح لأجل تحقيق هدفك وأن النهاية لم تكن كما توقعت لظرفٍ طرأ على حياتك، أو لمرضٍ باغتك في فترة من الفترات، أو لأي عائقٍ كان، تذكر أن الله يعلم الخير لك دوماً فإياك أن تجعل نفسك رهينة درجاتٍ ربما أخطأ مصححها أو أصاب في غير محلها، الدرجات ليست مقياساً لنجاحك في الحياة، فكم من علماءٍ لم يلتحقوا بالمدرسة أصبحوا قادة للأمة وهذا لا يعني ألا تدرس وتجتهد فهم قد اجتهدوا وبذلوا ما بوسعهم وغيرهم حاول دون توقف حتى أصبح علماً يحتذى به، الأهم ألا تستسلم !

وقد تكون أغلب مشاكلنا في هذا العصر مرتبطة بكثرة في العلاقات مع الناس، وإنني لأتعجب من مدى تأثيرها السلبي علينا، إذ أننا نُحكّم عواطفنا فيها، وأرى أننا ومع ثقتنا الزائدة بالأشخاص نصاب فجأة بخيبة أملٍ غير متوقعة، ونصيحتي لك عزيزي القارئ ضع حداً لعلاقاتك مع الجميع ولا أنصحك بمشاركة أمورك الخاصة مع أي كائنٍ كان وقد كتبت في هذا مسابقاً مقالي : " لا تثق أبداً - مُلهِم (molhem.com) "

أخيراً لا تجعل حياتك ككرةٍ يتقاذفها الجميع، كن صبوراً حكيماً وواجه مشكلتك بتأنٍ ولا تتسرع أبداً مهما كانت ظروفك....

فكر معي لدقائق معدودة، ماذا لو قطعت الكهرباء الآن في غرفتك؟

ترى هل تعرف السبب؟ ماذا سيكون برأيك؟

أظنك بدأت تفكر الآن بإقتراحاتٍ لانقطاعها المفاجئ!

أخبرني كم حلاً اقترحت لمشكلتك؟

وهكذا مشاكلك فكر لها بحلول ولا تدع حلاً واحدة يقيدك ثم يثنيك عن المواصلة...

وأختم مقالي بردود أصدقائي عبر الأسئلة التي طرحتها على حسابي في منصة انستغرام آملة أن تستفيدوا من تجارب غيركم وألا تلوموا اليائسين منهم لأنهم سيدركون قريباً أهمية أنفسهم وكيفية مواجهة مشاكلهم حتى لا تؤثر سلباً على حياتهم...

ماذا لو قطعت الكهرباء الآن؟75074689307154240




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

ما أجملكم واجمل تعليقاتكم الملهمة كل الحب لكم جميعا ريم، بسمة، اسراء، مريم، تشرفت بكم

إقرأ المزيد من تدوينات وفاء إسماعيل

تدوينات ذات صلة