تبعثرت حروفي ولم أدرِ كيف أصف ذاك الخذلان الذي يتعرض له كلٌ منا في حياته، إنه كخنجرٍ مسموم، يبث في قلوبنا وجعاً لا ينتهي أبداً، هذا كل ما أستطيع قوله.
هل جربت أن تمنح ثقتك التامة يوماً ما لشخصٍ عزيز ؟
ماذا كانت النتيجة، الخذلان أم الخذلان؟
ربما قام أحدهم بمنحك مكانة هذا العزيز، فهل يا ترى صنت الثقة أم خنتها؟
لقد خلق الله البشر بطبيعتهم يخطئون، لا أحد منهم معصومٌ عنه، وإننا بطبيعتنا، نواجه العديد من الظروف المتقلبة في حياتنا ما بين عسرٍ ويسر.
والمعلوم أننا نتحول بأفعالنا وتصرفاتنا وفقاً لهذه الظروف، فمن المؤكد أن أحزن عند فقد قريب أو أسعد عند لقاء حبيب.
أستطيع أن أصف أنفسنا بالمزاجيين المتحولين وفقاً لظروف حياتهم.
أجل، لا شيء يُبقينا في وضع الثبات المطلق.
هذا يفسر السؤال الذي يراودني ويراودك كثيراً بشأن الخيانة التي تعرضنا لها من فلان أو غيره، رغم أننا وثقنا بهم لأبعد حدٍ ممكن.
والنتيجة ماذا كانت، الخذلان أم الخذلان؟
لقد وهبنا الله عقلاً وميّزنا به حتى نستطيع أن نُحكّم هذا العقل في كل نواحي حياتنا فلا نلدغ من جحرٍ مرتين!
وبالرغم من أننا نتعرض للخيانة والخذلان من أقرب الأشخاص منا إلا أننا ومع الأسف نستمر في وهب ثقتنا لشخصٍ آخر مع مرور الأيام، ونبوح له بالأسرار من جديد، متناسين الطعنة الأولى التي مررنا بها.
لماذا نفعل ذلك؟
لأنه يسمعنا برحابة صدر، يواسينا بكلماته الحارة، يمسح دمعنا؟
أم لأنه يقف في صفنا وليس ضدنا؟
ومع لأسف الشديد أرغب في أن تيُقن عزيزي القارئ أن هذا الشخص الذي وهبته ثقتك قد يكون أحد الثلاثة الآتية:
إما أن يكون منافقاً وتتفاجئ يوماً بسقوط قناعه ويصبح عدواً لك ويهددك بفضح أسرارك للملأ إذا ما حاولت أن تقف في طريقه أو تراجعه في أمرٍ ما.
أو شخصاً يحسدك إذا ما أنعم الله عليك بعد ظروفك العسيرة التي مررت بها فلا تجد الهناء والسعادة بسببه.
أو يكون مخيّباً لآمالك، فيرحل تاركاً سُمّ كلماته الجارحة ورحيله دون سببٍ مقنع، بعدما اعتدت تواجده.
تذكر أننا نكره التذمر، الحزن، التعاسة، البؤس، الشكوى، فاحتفظ بهمك لنفسك واشكوه لربك.
ألا يتسع قلبك لتحمّل ظروفك الناتجة عن وجودك على هذا الكوكب؟والتي هي بمثابة اختبارٍ وابتلاءٍ لك من الله.
" أليس الله بكافٍ عبده" !
ألم يقل سبحانه " ادعوني استجب لكم"
إن البشر يا صديقي، سيسمعونك لأيامٍ معدودة، بعدها ستبث شكواك فيهم البؤس والشؤم فيرحلوا بعيداً عنك، فكلٌ لديه همه وظروفه.
ولا تنسى أن شكواك تلك، ربما تصبح نقطة ضعفك عند أحدهم.فحياتك كالدفتر المغلق، إن استهنت به وأخذت بكشف أسرارك لفلان وعلّان، ستفتح ورقة ورقة من هذا الدفتر حتى يٌفتح على مصرعيه وتصبح مكشوفاً للعالمين، ولن ينفعك الندم وقتها.
اجعل حدوداً لعلاقاتك مع الناس، وإياك أن تستأمن سرك لأحد، فكما قيل "لكلِ عزيزٍ عزيز" ، ربما ينتقل سرك لشبكة لا نهائية من البشر حتى يصل إلى الشخص الخطأ في حياتك، وتنهال عليك المصائب والأخطار.
وبالنسبة لك، إذا كنت ممن خذل شخصاً أتى إليك بضعفه، ورددته مخذولاً، أنصحك ألا تفعل ذلك وكن من الذين يمرون خفافاً ويرحلون خفافاً، اصدق في حديثك معه فالصدق أمان القلوب المستضعفة، وهو من فضائل الشجعان الذين يبدأون به حياتهم ويختمونها به، وإياك وأن تفضح سرّ عدوٍ أو صديقٍ استأمنك عليه، كن ناصحاً لا فاضحاً.تريث وتحلى بالصبر واستعن في قضاء حوائج الناس بالسر والكتمان، لا تنسى أن ذلك سيزيد من مخزون رصيدك عند الله إن كان بنيّة صافية.
وأخيراً، هل تعرضت يوماً للخذلانِ من شخصٍ وثقت به أكثر من نفسك؟
أتمنى أن تكون رسالتي قد وصلت إليكم، مع كل الود.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
على رحب صديقتي
شكرا ندى وذات سلمتما
كلمات بسيطة و اسلوب رائع فعلا الخدلان اصعب ما قد يمر به الشخص