أعتبر نفسي خبيرة غير متورطة في مجال الدراما الواقعية..

أنا أحد هؤلاء الأشخاص الذين يستمتعون بمتابعة الدراما الساخنة التي تدور حولهم، ولكن بدون أن أكون متورطة فيها بأي شكل من الأشكال.

نعم، أعتبر نفسي خبيرة في مجال الدراما الواقعية، أستطيع مشاهدة الصراعات والمشاحنات والرومانسيات المعقدة التي تحدث بين الآخرين، وأستمتع بتحليل الأحداث وتوقع ما سيحدث بعد ذلك، أنا المشاهد الذكي الذي يستخدم البوبكورن كوقود لتفكيره الاستراتيجي!


لنواجه الحقيقة، الدراما جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، سواء أكانت في العمل أو في العلاقات الشخصية، فإننا لا نستطيع الهروب منها، لكن بالنسبة لي، فإن الاستمتاع بالدراما يأتي من خلال مشاهدتها من منظور خارجي، كما لو كنتُ مشاهدًا لمسلسل تلفزيوني مثير.



وتنقسم هذه الدراما لعدةأنواع:


قسم الأحلام المكسورة: لا شك أن الحياة الواقعية مليئة بالأحداث المدهشة والمآسي المؤلمة، ولكن لا داعي لأن نعيشها بأنفسنا ونتألم جسدياً وعاطفياً، لا داعي لأن نشق طريقنا بين القلوب المكسورة والخيانات والألم العاطفي، نحن الجمهور الراضي الذي يشاهد المآسي تتكشف أمامه، من مسافة آمنة وتحت غطاء بطانية دافئة، دون أن يؤثر أي شيء من ذلك على حياتنا الشخصية.


قسم الفضائح العاجلة: من الأشياء المثيرة للاهتمام في الدراما هي الفضائح التي تحدث بين الناس، في الحياة الواقعية يمكنك متابعة أحدث فضائح النجوم والشخصيات العامة بكل حرية، يمكنك الاستمتاع بتحليل الأدلة ومحاولة كشف الأسرار، وذلك دون أن تتعرض للخطر المرتبط بالتورط الشخصي.


قسم الحب والرومانسية: من الأمور الممتعة في الدراما هي اللقاءات الرومانسية الشيقة، وبدلاً من أن نخوض مغامرات الحب الواقعي، يمكننا مشاهدة الشخصيات المثيرة والعلاقات المعقدة والشجارات العاطفية والتأثر بها بدون أن نتورط أو نصاب بألم الفشل في العلاقات.


قسم المؤامرات: إن الحياة الواقعية مليئة بالشخصيات المتناقضة والأحداث المبهجة والمؤلمة في آنٍ واحد، هناك الأصدقاء الذين يختلفون بلا سبب واضح، والزملاء الذين يدخلون في مؤامرات غامضة، والأقارب الذين يشعلون النيران في حفلات العائلة، كل هذه الأحداث تمنحني فرصة للاستمتاع بالمشاهدة دون الشعور بأي ضغوط أو مسؤوليات.


يا له من عالم مدهش، حيث يمكنني الجلوس بشكل مريح في كرسيي والتمتع بمشاهدة الناس وهم يتصارعون من أجل السلطة أو يدافعون عن قضاياهم العاطفية، ليس لدي أي اهتمام للدخول في هذه الدراما، لذا يمكنني الاستمتاع بمشاهدة الآخرين يعيشون حياتهم بكل تعقيد وتوتر، وأنا مجرد مشاهد سلمي.


ما هو سر ابتعادي عن الدراما؟ أحيانًا، لا يحتاج الإنسان إلى المزيد من التعقيدات والصراعات في حياته، قد تكلفنا الدراما الحقيقية ثمنًا باهظًا من العلاقات المتوترة والصراعات القلبية، لكن بالنسبة لي أنا أستمتع بالفوائد دون العواقب، كل ما أحتاح إليه هو شراب بارد، وحلقة جديدة من المسلسل المفضل!


لا تنس أن تحتفظ بالفشل والنجاح والحب والخيانة كلها لشاشة التلفزيون، فبالنسبة لك ولي، الدراما تكون أفضل عندما تكون مجرد قصة لا تعنينا!

تقوى يوسف

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات تقوى يوسف

تدوينات ذات صلة