كيف تريد أن يتذكرك العالم؟ ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟ هل أنت راض عن نفسك؟


تحاصرك هذه الأسئلة منذ كنت طفلًا صغيرًا، تجد أن عليك كطفل في السادسة أن تعرف مستقبلك ورغباتك ومواهبك!


وكلما كبرت أكثر تعقد الأمر أكثر، ففي سن ال 18 تجد أن عليك تحديد مسارك المهني، بعد التخرج تنهال عليك رسائل المحبين محملة بروابط لفرص عمل يعتقدون أنها مناسبة لك.

رغم أنك تعرف أنك غير مؤهل لها، أو غير راغب بها! أو ربما كلاهما!

وكلما حمّلت كتابًا أو شاركت بدورة خارج تخصصك نظر من حولك باستغراب ليسألوك: " بماذا ستفيدك؟ "


في سن ال 20 سيبدأ الناس بمناداتك " المهندس" أو "الطبيب" أو "المحامي"، وأنت لم تعرف تخصصك بعد، لا تدري أين ستقودك الحياة، لا تدري إن كنت ستحبه أو ستبرع فيه، ولكنك ستعجب بكل الصفحات التابعة لتخصصك، وستبدأ بالتحدث كواحد منهم!


الحياة تتغير، ونظراتنا تتغير، بل وحتى الفرص تتغير، لذلك ومن المنطقي والطبيعي جدًا أن نتغير، أن نقول ببساطة لا أدري ماذا أريد أن أكون، لا أدري من أنا بعد، فقط أريد أن أكون منفتحًا على كل الفرص المتاحة!




في سن ال 23 تم طرد مراسلة تلفزيونية بسبب طغيان العاطفة عليها أثناء تغطية الأحداث، هذه العبارات قد لا تساعدك على توقع أن هذه المراسلة قد أصبحت لاحقًا " أوبرا ونفري" من أشهر المذيعات على مر التاريخ!


في سن مقارب قرر شاب متخصص بالتكنولوجيا دراسة الشعر والخط، تضيعة للوقت أليس كذلك؟ لا

فذلك الشاب كان "ستيف جوبز"، ودراسته هذه ساعدت على إدخال الخط وعلم التيبوغرافي لعالم الحواسيب،


كتب سايمون غارفيلد على شبكة سي إن إن مقالًا بعنوان "شيء واحد ندين به لستيف جوبز".

"مع كل التحية لستيف جوبز ، هناك شيء واحد نميل إلى نسيانه، ساعدنا هذا الرجل على الكتابة. كان جوبز أول من منحنا اختيارًا حقيقيًا للخطوط ، وبالتالي القدرة على التعبير عن أنفسنا رقميًا بالعاطفة والوضوح والتنوع."


وستيف جوب هو من قال: "لا يمكنك ربط النقاط بالنظر إلى الأمام ؛ يمكنك فقط ربطهم بالنظر للخلف. لذلك عليك أن تثق في أن النقاط ستتصل بطريقة ما في مستقبلك. عليك أن تثق في شيء ما - شجاعتك، مصيرك ، حياتك ، "الكارما"، أيا كان. هذا النهج لم يخذلني أبدًا ، وقد أحدث فرقًا كبيرًا في حياتي ".



على الرغم من المشاهير الأطفال اليوم وكل أولئك الذين يتحدثون عن شغفهم وأحلامهم وكأنهم يعرفون تمامًا أين هم وماذا يريدون، على الرغم من كل أولئك الذين يحبطوننا ويقودوننا للجنون، بل وربما يجعلوننا نشعر بأننا متأخرون للغاية، فالعديد من المشاهير في المجالات الفنية أو العلمية اشتهروا بعد سن الأربعين!

ولكنها بالتأكيد لم تكن 40 عامًا من إضاعة الوقت!



العصر الجديد، والخطابات التحفيزية، والجامعات سببت لنا ضررًا أكثر بكثير مما ندرك، فقد أنتجت أجيالاً من الناس يخشون الفشل أو الرفض أو التردد. عاجزين عن المخاطرة أو القيام بأي شيء صعب، لأن هذا يجعلهم يبدون وكأنهم أضاعوا أو يضيعون حياتهم سدى، ولا يعرفون بعد ماذا يريدون.

ولكن من يعرف على أي حال؟؟!



ليس علينا أن نعرف ما نريد أن نكون بعد 7 أو 10 أعوام، ولكن علينا أن نعرف بأننا نبذل قصار جهدنا اليوم! حتى لو لم نعرف جدوى أو أهمية كل تلك الكتب والمحاضرات والحلقات الدراسية التي نلتحق بها.

وكما قال ستيف جوبز : "عليك أن تثق في أن النقاط ستتصل بطريقة ما في مستقبلك. عليك أن تثق في شيء ما".

تقوى يوسف

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات تقوى يوسف

تدوينات ذات صلة