هل تؤمن بنشوء علاقات أخرى خفية بين الانسان والاشياء كفزاعة الحقل ، الوسادة الخاصة ، فنجان القهوة ، ارجوحة البيت ؟
هذه هي المزرعة حيث حدثت الجريمة الغامضة!
هنا في المطبخ كان يقف المزارع يشحذ سكينًا كبيرة، وهناك وقفت زوجته تعاتب فزاعة الحقل على تخويف الطيور، ثم وضعت حبة حلوى في معطف الفزاعة، وعادت أدراجَها الى البيت.
هكذا سارت الأمور حتى حلّ الظلام! تسلل المزارع إلى الحقل، وأخذ يقطع رؤوس تباع الشمس، أما زوجته فما كادت تستلقي على السرير حتى هاجمها النوم، ثم حدث ما حدث...
هذا ما كشف عنه الصباح حين عثرت الشرطة على جثة المزارع مقطوعة الرأس في صندوق شاحنته!
هذه هي المزرعة المأهولة بالطيور، هنا تقيم الزوجة بصحبة الكتب والموسيقى والقطط والجراء، وهناك كانت فزاعة الحقل التي اختفت منذ يوم الجريمة!
****
اسئلة تفاعلية من الكاتب :
هل تؤمن بنشوء علاقات أخرى خفية بين الانسان والاشياء كفزاعة الحقل ، الوسادة الخاصة ، فنجان القهوة ، ارجوحة البيت ؟
هل لغة التواصل بين الرجل والمرأة لم تنضج بالشكل الذي يكفي بحيث لا ينزاح احدهما عاطفيًا نحو البحث عن مستمع أخر مثل صديق او دردشة الانترنت او التحدث مع الاشياء ؟
هل لديك تجربة وجدانية تتعلق بشيء له تأثيره الكبير في حياتك مثل صورة قديمة تفتقد فيها العلاقات العائلية ، أو حجر غريب عثرت عليه في الغابة ؟
هل لديك كلمات مفضلة لها تأثير او دلالة نفسية في داخلك ؟
....
معلومات مفيدة منقولة عن مجلة القافلة الثقافية :
الفزَّاعة في الأصل فرعونية. فأول فزَّاعة ذُكرت في التاريخ ظهرت في وادي النيل، حيث كان المزارع ينصبها، من أجل إخافة رفوف السلوى أو السمانى واصطيادها. كانوا ينصبون قضبان خشب في الحقول، ويعلِّقون عليها شبكاً. وكان المزارعون يختبئون في الحقل قرب الفزَّاعة، ويخوّفون السمانى، ليدفعوها صوب الشبك، وبذا يصطادونها للأكل. ثم تطوَّرت الفكرة ليصير غرض الفزَّاعة حماية الحبوب والجنى في الحقول.
ومثلما نقل الإغريق العلوم والفنون عن الفراعنة، كما قال غيوم هنري فيوتو، المؤرخ في بعثة شامبليون العلمية التي رافقت نابليون بونابرت إلى مصر سنة 1798م، نقلوا فكرة الفزَّاعة عنهم أيضاً. لكنهم صنعوا فزَّاعة من شكل خاص، إذ كانوا ينحتون خشباً، على شكل شخص أسطوري يدعى بريابوس، تقول الأسطورة إنه كان يعيش في كنف بعض زُرّاع العنب، وكان قبيحاً جداً. ولاحظ الزرّاع أن بريابوس حين كان يلعب في الحقل، كانت الطير تخافه لقبحه، وتمكث بعيدة عن الزرع، فيحصدون غلالاً وفيرة. وأخذ مزارعون آخرون ينصبون فزَّاعات لها شكل بريابوس، لحماية غلالهم من الطير، فيدهنونها باللون الأحمر، ويضعون في يدها هراوة، للتخويف.ونقل الرومان التقليد الإغريقي، وصنعوا الفزَّاعة منحوتة من خشب أيضاً. وحين غزوا فرنسا وألمانيا وإنجلترا، أخذوا معهم فزَّاعة بريابوس، فاعتمدتها شعوب تلك البلاد منذئذ.في اليابان.. ذات رائحة كريهةمع ظهور الفزَّاعة عند الإغريق والرومان، كانت الفزَّاعة في الحقبة نفسها تظهر أيضاً في الطرف الآخر من العالم: في اليابان. كان المزارعون اليابانيون ينحتون تماثيل من خشب، لحماية حقول الأرز. في البدء أخذوا ينصبون قصباً يعلِّقون عليه سجاداً قديماً، أو بقايا لحم أو سمك، ثم يحرقونه، فتصدر عن الحرق رائحة كريهة تنفّر الطير وغيرها من الحيوان، فتبتعد عن الحقل. وكان اليابانيون يسمون فزاعتهم: كاكاشي، أي الكريه الرائحة. لكنهم سرعان ما ابتكروا الفزَّاعة التي تشبه جسم البشر، ومع هذا احتفظوا بالاسم: كاكاشي، على الرغم من أن الفزَّاعة الجديدة لم تعد كريهة الرائحة، بل كانت تنفّر الطير خوفاً. وكانوا يُلبِسون الفزَّاعة رداءً من القصب وقبَّعة قش، ويحمّلونها القوس والنشاب إمعاناً في تخويف الطير.وفي عصور لاحقة في إيطاليا، صنع المزارعون تماثيل ظنوا فيها قوة سحر خاصة. وكانوا يضعون على رأس التمثال جمجمة، اعتقدوا أنها تخيف الطير وتبعدها عن الزرع.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات