هل انتبهت يومًا إلى رسائل تحملها رائحة القهوة، أم أنك تحب الرموز السرية ؟ !

رائحة القهوة


كانت التاسعة صباحًا عندما فاجأت رائحةُ القهوة احساسَ الرجل!

كان يجلس وقتها في شرفته المطلة من الطابق الخامس، عندما سأل نفسه عن المكان الخفي الذي انبعثت منه الرائحة؟

استبعد فورًا أنها تسللت إليه من الطابق الرابع، حيث يقيم زوج هجرته زوجته، بعد أن ضبطته يتلصص على حبل غسيل الجارة التي تسكن الطابق الثالث، لهذا السبب تم استبعاد الزوج؛ لأن قهوة الرجال لا رائحة لها!

أما الجارة التي تسكن الطابق الثالث فلا شك أنها الآن نائمة، فهي فتاة تعمل في نادٍ ليلي، تعود متأخرة عند الفجر، وتشرب قهوتها أول الليل!

لا يمكن كذلك أن تكون الرائحة قد تسلقت من الطابق الثاني، فهناك تعيش عائلة صغيرة، تستيقظ عند السابعة صباحًا، تخرج من البناية على عجل؛ تشرب القهوة في السيارة على الطريق المؤدية إلى مدرسة الطفلين، والشركة التي يعمل الزوجان فيها.

بطبيعة الحال لم يتبق إلا الطابق الأول ... حيث تعيش أديبة وحيدة، تشرب القهوة، تدخن السجائر، يلذعها قلبها، وتكتب القصص عن رجل مجهول، تنتظره أن يأتي ذات يوم؛ ليستأجرالطابق الخامس الذي لا يسكنه أحد!




رموز سرية


بذراعه القوية دفع الرجل ذو الوشم السيء الباب، ودخل إلى المقهى.

قبل مجيئه كانت الوشوم المرسومة على أجساد الجالسين في المقهى تمرح معًا!

كان وشم العصفور – مثلاً – يطير عن ذراع سيده، ويحط على كاحل إحدى الجميلات، ويعيد ترتيب نوتات موسيقية مرسومة حول ساقها مثل خلخال!

تلك الفراشة أيضًا انبثقت من وشمها، وتسللت من قميص سيدتها الصيفي، وراحت تتنقل بين وشوم الورد، تمتص منها الرحيق، وتتفحص أجنحتها فوق مرايا الندى!

أما الغزالة الممشوقة فقفزت من وشمها، ومضت تقضم العشب عن صدر رجل وسيم، دون أن تأبه لوشم نمر في الجوار يعدو نحوها بخفة!

أما أنا فأجلس متوارية في ركن بعيد منذ فقدت وشمَ القبلة عن عنقي، أزيحُ الوقت في المقهى بمراقبة حياة الوشوم السرية، ثم أعود إلى لوحتي الزيتية، أرسم فيها جسدي بكامل أنوثته جميلاً كما كان قبل شهرين ... قبل أن يحرقه الرجل ذو الوشم السيء بماء النار! يا إلهي ! لقد انتبه لوجودي، إنه يقترب نحوي مرة أخرى، و...!

طارق بنات

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

شكرا جزيلا استاذة بثينة على تفاعلك مع النص

إقرأ المزيد من تدوينات طارق بنات

تدوينات ذات صلة