تقتلنا مخاوفنا.. نعم تفعل، تفقدنا المتعة وحلاوة عيش اللحظة، تفتح لنا أبواب التيه على مصرعيها فنبتعد عن واقعنا ونشعر بالضعف،
هي سلسلة متصلة خوف يجر وراءه خوف فإن لم نضع لها حد ستكبر وستقيدنا وتحيل حياتنا لجحيم.
وهذا ما حدث لزينب كادت مخاوفها أن تفتك بها بعد أن اكتشف الأطباء وجود ورم في رحمها، مما اضطرهم لإجراء فحوصات أخرى وأخذ عينة من هذا الورم لتحليلها للتأكد هل هو ورم حميد أم خبيث، لكن ليلها لم يعد ليلاً ولا نهارها كذلك بعد أن عرفت بوجود هذا الورم في عضو مهم في جسمها خاصة وأنها عروس جديدة ولم ترو بعد ظمأ أمومتها.
زينب التي كان وجودها في أي مكان كفيل بتحويله لحفلة مرح ومتعة، زينب التي كان لها ضحكة رنانة يلومها زوجها عليها إذا ارتفعت في الأماكن العامة أصبحت كبيت خاوٍ ومهجور لا يصدر عنه إلا أصوات صرير أبوابه.
في ذلك اليوم الذي أجرت فيه عملية أخذ خزعة من الورم لتحليلها كان يوماً عصيباً جداً عليها وعلى أسرتها، بكت كثيراً ورثت حالها وشبابها، وفكرت برحلة العلاج الطويلة التي تنتظرها والبلاد البعيدة التي سترحل لها والمستشفيات التي ستشهد عذابها وآلامها، والأموال الطائلة التي ستصرفها والتي في الحقيقة لا تملكها، فكرت في جدوى هذه الرحلة وهل ستتكلل بالنجاح أم الفشل.
لكن لحظة ماذا لو منحت زينب لنفسها فرصة للتفكير المنطقي والجاد؟! ماذا لو تركت استباقها للأحداث؟! ربما لوجدت طريقة تغلق بها أبواب التيه تلك، ربما استطاعت أن تكسر سلسلة الخوف ولكتشفت أن غالبية مخاوفها ماهي إلا زيف وأوهام.
نعم كانت زيف وأوهام فنتائج التحليل الذي استغرق وقتاً طويلاً والذي عانت فيه زينب أشد المعاناة كانت نتائجه سلبية فلا ورم ولا داء إنما هي مجرد تليفات في الرحم قد تحدث لأي كان ولا ضرر كبير منها ويمكن علاجها في الحال.
كان الأولى بزينب أن تكون على ثقة بأن الله لن يبتليها إلا بقدر استطاعتها فالله لا يكلفنا ما لا نطيق لذا فإن أفضل طريقة لتخطي مخاوفنا هي ألا نعطيها أكبر من حجمها وأن نؤمن بأن الله معنا وأنه عوننا ووكيلنا.
يجب علينا جميعاً زينب ونحن أن نعد التفكير مرة أخرى في كل أمر يخيفنا، وأن نسأل أنفسنا يا ترى ما أخطر شيء يمكن أن يحدث؟! ما أصعب شيء يمكن أن تواجه؟! يجب أن نقيد هذا الخوف قبل أن يقيدنا وأن نحجّمه ونحطه بالأفكار الإيجابية، وأن نعش اليوم ونترك الغد لله فهو سيدبره لنا.
التعليقات