هل كان الناس في الماضي يتمتعون بصحة أفضل؟ وهل كانت الحياة أهنأ وأصفى؟
في كل نقاش عن الصحة والحياة، ينهي أحد المتحدثين كلامه بتلك العبارة الخالدة " الناس في الماضي كانت حياتهم أفضل، وكانت صحتهم أحسن"
"كانت صحة الناس في أوج قمتها"!!
أنا أعني، من يحتاج إلى الأمراض الحديثة مثل السرطان وأمراض القلب والسكتة الدماغية عندما يمكنهم الاستمتاع بأمراض قديمة جذابة بدلاً من ذلك؟
إليك بعض الأمثلة الجذابة للأمراض التي كنت قد تعرضت لها إذا كنت تعيش في العصور القديمة!
أولاً وقبل كل شيء، هل تعرف ما هو الحل الأكثر فعالية لعلاج الديدان المعوية؟ الإجابة الصحيحة هي: ابتلاع حيوانٍ آخر يعاني من الديدان أيضًا، وإعطاءهما فرصة لتناول العشاء معًا. مذهل، أليس كذلك؟
ثم هناك الطاعون الأسود، الذي قضى على الآلاف من البشر في أوروبا في العصور الوسطى.
أم أنها لم تكن سوى حفلة راقصة للبكتيريا على أجساد الناس؟ هل تستطيع تخيل نفسك جزءًا من تلك الحفلة الصاخبة؟
دعونا لا ننسى الكوليرا الرائعة، حيث يقدم الإسهال المستمر تجربة بحرية رائعة، ويتعرض الجهاز الهضمي لأقوى اختبار.
ثم السل الممتع، الذي يأتي برفق ويعانق رئتيك، ولن تنسى أبدًا الشعور بالضيق والسعال الدائم.
وماذا عن مرض البلهارسيا؟ نعم، هذا الشيء الجميل الذي يقوم بالعيش داخلك ويتغذى على خلاياك الحية. لكن لا تقلق، فالماضي كان يوفر لنا العلاج المثالي: الجلوس في الحمامات العامة القذرة وتناول المياه الملوثة.
نعم هذا رائع، فالعلاج في الماضي كان مجانيًا!
كانت الأمراض في الماضي تنتشر بلا توقف، وكن الناس يتنقلون في القرون الوسطى مع ذباب الكساح والحمى الصفراء، التي تسبب الذعر والشلل الدرقي، مما جعل الناس يتجولون وكأنهم طرازات من الزومبي. حقًا، ما أجمل العصور القديمة!
حتى ابتسامتك الجميلة هذه لم تكن شائعة في الماضي.
ففي الماضي، كان الناس يفقدون أسنانهم في سن مبكرة بشكل شائع. قبل العصر الحديث، كانت مشاكل الأسنان وفقدانها منتشرة بين الناس في مختلف الأعمار. وكانت الأسباب المحتملة لهذا التدهور تشمل قلة الوعي بالعناية الفموية ونقص التغذية السليمة.
في ذلك الوقت، لم يكن لدينا المعرفة والتكنولوجيا الحديثة للحفاظ على صحة الأسنان، بالإضافة إلى عدم وجود فرشاة أسنان ومعجون أسنان، مما دفع الناس للاعتماد بشكل أساسي على وسائل بدائية مثل العصي والألياف لتنظيف أسنانهم.
كما كانت الطعام المتوفر في تلك الحقبة غالبًا صعب الهضم وتحتوي على الكثير من السكر، مما أدى إلى زيادة تسوس الأسنان وتآكلها.
أما بالنسبة لأمراض العصر الحديث، مثل الأمراض العقلية والنفسية وأمراض القلب، يجب أن ندرك أنها ليست حديثة تمامًا ولكن تم تشخيصها بشكل أفضل في العصر الحديث.
فعلى مر العصور، كان هناك أشخاص يعانون من مشاكل صحية ونفسية وقلبية، ولكن كان يصعب تحديد الأسباب الدقيقة وتشخيصها بدقة.
ما يميز العصر الحديث هو التطور في المعرفة الطبية والتقنيات الطبية المتقدمة، مما يسمح بتشخيص وعلاج هذه الأمراض بشكل أفضل وأكثر فعالية. بفضل التطورات العلمية والتكنولوجية، أصبح لدينا أدوية وعلاجات محددة تستهدف هذه الحالات بشكل أفضل، مما يساعد في تحسين جودة حياة المرضى.
لذلك، على الرغم من أن تشخيص أمراض مثل الأمراض العقلية والنفسية وأمراض القلب قد تحسن في العصر الحديث، إلا أن ذلك لا يعني عدم وجودها في الماضي، هذه الأمراض كانت موجودة منذ فترة طويلة، ولكننا أصبحنا أكثر قدرة على فهمها وعلاجها في العصر الحديث.
أليس من السخرية أن نعتقد أن البشر في الماضي كانوا بصحة أفضل؟
فلنكن واقعيين، مشكلتنا الحقيقية اليوم هي الاستغلال والطمع وسباق القوى في بعض الحالات.
الذي يتسبب في ظهور ممارسات غير أخلاقية وتجاوزات تؤثر على جودة الرعاية الصحية.
بعض الشركات الصناعية والموردين يسعون لتحقيق الأرباح على حساب صحة ورفاهية المرضى.
قد يتم توجيه الأطباء والمهنيين الصحيين لصالح منتجات أو أدوية غير ضرورية، أو تحصيل رسوم مفرطة من المرضى. ينبغي أن نسعى إلى زيادة الشفافية وتعزيز قوانين الرقابة لمكافحة هذه الممارسات وضمان تقديم الرعاية الصحية النزيهة والمنصفة للجميع.
ولكن هذا لا يغير حقيقة أن التكنولوجيا الحديثة اليوم أتاحت لنا فرصة للعيش في عصر يمكننا الاستمتاع بصحة أفضل وحياة أكثر راحة وعمر أطول!
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات