الجزء الاول الاتجاهات الحالية والتحديات المستقبلية.

في السنوات القليلة الماضية سيطر التقدم التكنولوجي على مجتمعنا بشكل غير متوقع، وتغيرت العادات وطرق المعيشة والعمل في كل بقاع الأرض حتى التي لا تعرف معنى التكنولوجيا. نحن نشهد نموا في المنصات الرقمية والتطبيقات والأجهزة التكنولوجية التي تجمع من كل واحد منا كمية لا تصدق من البيانات، وأحيانا كثيرة دون أن نكون على دراية بها. تعمل هذه البيانات المخزنة وجميع المعلومات التي تم جمعها على تشغيل الاختراق التكنولوجي الجديد الذي تقوم به تقنية الذكاء الاصطناعي.

نحن نشهد نموا في المنصات الرقمية والتطبيقات والأجهزة التكنولوجية التي تجمع من كل واحد منا كمية لا تصدق من البيانات!


وفي المجال الرياضي تأثرت صناعة الرياضة كباقي الصناعات بالتكنولوجيا وخاصة بتقنية الذكاء الاصطناعي. إن التقدم الذي يحرزه الذكاء الاصطناعي للبشرية ليس نقطة نهاية، بل نقطة بداية لتغيرات جذرية في حياة البشرية. إن تقنية الذكاء الاصطناعي تتطور كل يوم، وتتزايد البيانات التي يتم جمعها بشكل كبير وتتناقص تكاليف التكنولوجيا لتخزينها بشكل متناسب لتحليلها والتعامل معها. بالإضافة إلى ذلك، تزداد قوة المعالجة التي تسمح بتجميع البيانات وتفصيلها. يسمح هذا الإطار الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته بالتطور بشكل سريع ومربك خاصة في مجال صناعة الرياضة. فحسب كل الأبحاث العلمية يتم بالفعل نشر الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي في جميع التخصصات الرياضية الرئيسية تقريبًا، مثل كرة القدم الأمريكية وكرة القدم والبيسبول والكريكيت والتنس، وجميع الرياضات الأخرى بما في ذلك الأنشطة الترفيهية غير الاحترافية مثل الرياضات الشعبية. هذه الأدوات مثل أجهزة الاستشعار، والأجهزة القابلة للارتداء، والكاميرات التي تعمل برؤية الكمبيوتر لجمع بيانات أداء الرياضيين. كذلك يمكن لأجهزة معالجة اللغة الطبيعية الاستفادة من التعرف على الكلام والنص لجمع الأفكار المتعلقة بمشاعر الجمهور. ستتم معالجة كل هذه المعلومات من خلال أنظمة التعلم الآلي (ML) والتعلم العميق (DL) لإنشاء نماذج التنبؤ ومساعدة المدربين والمديرين من خلال صنع القرار، أو لأتمتة العديد من العمليات المتعلقة بالبث وتجربة المعجبين.

تأثرت صناعة الرياضة كباقي الصناعات بالتكنولوجيا وخاصة بتقنية الذكاء الاصطناعي



الذكاء الاصطناعي في الرياضة (الاتجاهات الحالية والتحديات المستقبلية) الجزء الاول22787957226962120



في هذا المقال لن نستطيع ذكر كل مجالات تطبيق تقنية الذكاء الاصطناعي في صناعة الرياضة، لكني سوف اعدد بعض التطبيقات بشكل مختصر على جزئين، الجزء الأول سوف نشير فيه لمجالات التطبيق الأكثر ارتباطًا بالطبيعة التنافسية مثل: اختيار اللاعبين، والتدريب، والرعاية الصحية، والحكام المساعدون الافتراضيون. والجزء الثاني سوف نتحدث عن الذكاء الاصطناعي في الأعمال الرياضية مثل: الإعلام الرياضي، وتحسين تجربة جمهور، واستراتيجيات التسويق. ونبدأ بالجزء الأول:

في مجال اختيار أفضل اللاعبين، يمكن للذكاء الاصطناعي معالجة البيانات التاريخية عن أداء اللاعبين للتنبؤ بإمكانياتهم وقيمتهم السوقية قبل أن يقرر النادي الرياضي الاستثمار فيهم. وذلك عن طريق تحليل مقاطع الفيديو التي يتم تحميلها من قبل المستخدمين وتقييم أدائهم أثناء أداء تمارين محددة. وهذا يقلل بشكل كبير من أي تحيز أثناء التفضيل بين اللاعبين، ويساعد في العثور على المواهب المخفية حتى في البلدان التي لا تمارس فيها رياضة معينة بشكل خاص.

يمكن للذكاء الاصطناعي معالجة البيانات التاريخية عن أداء اللاعبين للتنبؤ بإمكانياتهم وقيمتهم السوقية قبل أن يقرر النادي الرياضي الاستثمار فيهم.



الذكاء الاصطناعي في الرياضة (الاتجاهات الحالية والتحديات المستقبلية) الجزء الاول64112451795060930


وبالنسبة للتدريب، بفضل مساعدة المستشعرات القابلة للارتداء والكاميرات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، يمكن جمع العديد من البيانات مثل: التمريرات، والأهداف المسجلة، والارتدادات، وسرعات الحركة، ومسارات الكرة، ودقة التسديد، وغيرهم الكثير. ستتم معالجة هذه المعلومات من خلال الأنظمة القائمة على التعلم الآلي MLلضمان رؤى مفيدة للمدربين. في الوقت نفسه، يمكن أيضًا استخدام التعلم الآلي لتحديد أنماط لعب الخصوم وفهم نقاط القوة والضعف لديهم. على سبيل المثال، توفر شركة IBM بالفعل تنبؤات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لمدربي اتحاد التنس الأمريكي.

الذكاء الاصطناعي في الرياضة (الاتجاهات الحالية والتحديات المستقبلية) الجزء الاول125172201512868.67



وفي الجزء الخاص بالرعاية الصحية يمكن للأنظمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي فحص العديد من المعلمات الجسدية، بما في ذلك حركات اللاعبين، لتقييم حالتهم وحتى اكتشاف أي إصابات أو مشاكل صحية قبل أن يدركها الرياضي بنفسه.


وفي مجال التحكيم سوف يحرم الذكاء الاصطناعي قريبًا عشاق الرياضة من شغفهم الأكبر، ألا وهو الشكوى من قرارات الحكام. فعلى سبيل المثال تم استخدام تقنية تعمل بالذكاء الاصطناعي تسمى التقدم hack-eye في العديد من بطولات التنس، لتحديد ما إذا كانت الكرة داخل أو خارج مجال اللعب، في اللحظة التي تلمس فيها الأرض، وبالتالي دون الحاجة إلى وجود حكام خط. تم استخدام الحكام المساعدين الافتراضيين في كرة القدم لسنوات لمعالجة مشكلة الحركة البطيئة للحكام البشريين، فتقنية الذكاء الاصطناعي تعالج هذه المشكلة من خلال تحسين حكام المساعدين البشريين ليكونوا أسرع وأكثر دقة في اكتشاف انتهاكات اللعبة. وقد تم اعتماد أدوات مماثلة من قبل FIFA لاكتشاف حالات التسلل، بينما استفادت بطولة العالم للجمباز من مستشعرات الليزر التي تعمل بالذكاء الاصطناعي والتي طورتها شركة Fujitsu وقادرة على تحليل حركات الرياضيين بدقة بالغة. وبالتالي هذه التكنولوجيا ، بالتأكيد، تسمح للحكم باتخاذ قرارات أكثر عدلا بشكل عام.

الذكاء الاصطناعي في الرياضة (الاتجاهات الحالية والتحديات المستقبلية) الجزء الاول81813969148958960



كما رأينا في هذا الجزء من هذا المقال وبشكل مختصر، أن تقنية الذكاء الاصطناعي يلبي الاستجابة للاحتياجات المختلفة على جبهات متعددة ، فهو يوفر أدوات مفيدة للمدربين والرياضيين الذين يرغبون في قياس الأداء ، ويساعد الحكام على اتخاذ القرارات الصحيحة. لذلك نستطيع القول أن الذكاء الاصطناعي يوفر العديد من الفرص والتطبيقات المختلفة في مجال صناعة الرياضة، لذلك من المهم جدا لأي منظمة رياضية تخطيط وإدارة هذه التكنولوجيا بشكل فعال واستراتيجي لتحقيق ليس الفوز في المسابقات ولا لزيادة جلب الاستثمارات لها لكن للحفاظ على وجودها وبقائها في هذا المجال.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

استاذتنا الفاضلة معالي الدكتور غادة مبدعة كعادتها وفقكم الله

إقرأ المزيد من تدوينات غدقا - د. غادة عامر

تدوينات ذات صلة