الطاقة المظلمة والمادة المظلمة المكونة ل 95.1% من حجم كوننا
في عام ١٩٩٨ تلقت مفاهيمنا صدمة كبيرة جداً، في ذلك الوقت مرصد هابل الفضائي اكتشف خلال متابعاته انفجارات السوبر نوفا أن سرعة تمدد الكون منذ زمن بعيد كانت أقل بكثير من سرعة تمدده الحالية، بمعنى أن سرعته لا تقل بسبب تأثير الجاذبية الكبير عليه كما كانت تعتقد كل علوم الفيزياء وقتها، بل على العكس تماماً تزيد!
ما تلك الطاقة المسببة لهذا؟ وهل هناك أي تعليل لذلك؟
حتى الآن الفزيائيون لا يعرفون الإجابة، لكنهم أطلقوا عليها اسم الطاقة المظلمة، كل ما نعرفه عنها هو أن مقدارها أو نسبتها الرياضية 68.3% من حجم الكون.
وفي ثلاثينيات القرن الماضي وفي مغامرة أخرى من المغامرات العلمية، حاول العلماء تحديد كتلة المجرات، باستخدام طريقتين معتبرتين الأولى تعتمد على لمعان المجرة الكلي، أما الثانية فتعتمد على سرعة الدوران المدارية.
الغريب أن النتيجتين جاءتا مختلفتين تماماً، الأولى أعطت نسبة صغيرة جداً، أما الثانيه فأعطت نتيجة صحيحة نسبياً لحجم ووزن الكون. يدفعنا هذا لاستنتاج منطقي بسيط مفاده أن هناك مادة غامضة مظلمة لا تشع ولا تمتص الحرارة أو الإشعاع الكهرومغناطيسي أو أي شيء معروف ولا يمكن رؤيتها بشكل مباشر باستخدام التلسكوبات وهي الكتلة التي تعطي للمجرة وزنها الحقيقي الذي يولد الجاذبية التي تحافظ على تماسكها، ونسبتها الرياضية هي٢٦.٨% من حجم الكون.
٦٨.٣% من الطاقة المظلمة بالإضافة إلى ٢٦.١% من المادة المظلمة يعطينا هذا ٩٥.١% من الكون المظلم بينما الباقي هو تلك المادة التي نراها، نحن وكل ما نقدر على رصده بتكنلوجياتنا الحالية يشكل نسبة ٤.٩% فقط من الكتلة الإجمالية للكون. ربما علينا التجرؤ لمواجهة حقيقة أننا وكل ما نراه ونرصده ونشعر به هو المادة الغريبة والباقي هو المادة الطبيعية للكون!
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات