الراحةُ عدو للحب، أم أنهما وجهان لعملة واحدة؟ وأيهما نختار إن لم يكونا كذاك ؟
لنبدأ بذلك التساؤل..
هل الراحةُ تتعارضُ مع الحُب؟
أم أنهما وجهان لعملةِ واحدة..
وإن تعارض الوجهان، فأي وِجهةٍ نختار؟
اليومَ وبعد العديدِ من الوخزات التي لا بأسَ بها، أدركتُ أن الارتياحَ هو مبتدأ الحب ومنتهاه..
أو بعبارة أخرى، هو المقصد من كل العلاقات..
كنا قديما، أطفالا صغار، أو مراهقين
يحلم كل منا بشريكٍ يجنُّ به ويصيبه كذلك بالجنون..
فنصير كمن أصابته لَوثة، ونتمنى أن لو استمرت تلك اللوثةُ حتى الممات..
اليوم، وبعد أن قضيتُ شطرا لا بأس به من عمري في العلاقات..
أؤكد أن ما ننشده ونصبو إليه هو الراحة في المقام الأول والأخير..
وأنها كما قلت، مبتدأ الحكاية ومنتهاها..
يبدأ الأمرُ بأن تشعر أن ذلك الشخص، قد أودع فيك سرا قبل أن تلتقيا، وفي لحظةٍ مواتية، أذن اللهُ لصاحب الأمانةِ استردادها.
تلتقبان، فتشعر بالارتياح، هكذا باختصار.
وأنه له بقعةٌ في قلبك قد أوصدت الأبواب عليها، وأضعت المفتاح.
فيأتي صاحبنا حاملا نسخة أخرى من المفتاح، يتسلل معك يدا بيدٍ بكل هدوءٍ إلى تلك الحديقة السرية، التي لا يدخلها أحد من الغرباء.
وهو لم يعد غريبا بالطبعِ ما دمت قررتَ ذلك.
مهلا،
وهل بيدك القرارُ يا مسكين؟
أنتَ فقط، شعرت بالارتياح، وما يتلوه من أحداثٍ ما هو إلا جبرُ بحُب، اختيارٌ تحت تهديد السلاح.
تظل تبحثٌ عما يبرهنُ ذلك الشعور المبدئي بالراحة أو ما ينفيه، لا إراديا تبحث.
وَدَّ كل منا لو يطمئن.
وفي النهاية، يظل مربط الفرس هو الراحة، والراحةُ ترجمةُ الحب..
الحب الصحيّ، الذي يكون كل منا فيه صمام أمانٍ للآخر..
حب العنفوانِ وإن كان مليئا بالاندفاع والجنون والغيرة وما شابه مما كنا نحلم به صغارا، إلا أنه لو خلا من الراحة غدا جحيما ونيرانا مستعرة..
في نهاية يومي، نصحتني صديقتي بأن أبحثَ عما ترتاح له نفسي، فوقعت تلك الكلمة في صدري موقعها، وتذكرتُ أنني بدون الراحةِ، سأشقى وإن كان الشقاء بالحب..
فهو لا يزالُ شقاءّ..
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
سلمت يمناك.. لبنة قوية.. ركيزة عتيه.. العدة والعتاد والزاد والزواد .. أراح الله قلبك وقلبونا مع وبمن نحب والمتاحبين فى جلاله
ومن أياته عز وجل أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها السكن الأمان الراحة الطمأنينة قبل كل شئ.