ماذا تفضل أن تقرأ من كتاب ورقي أم من كتاب رقمي؟ هل تفضل أن تجاري التطور أم تبقى تقليدي؟
"إذا شعرت وأنت تقلب الصفحة الأخيرة في الكتاب الذي تقرأه أنك فقدت صديقاً عزيزاً فأعلم أنك قد قرأت كتاباً رائعاً ". بول سويني
هذا فعلاً ما أشعر به وأنا أقرأ، هناك علاقة تنشأ بيني وبين الكتاب الورقي منذ أن أبدأ بقراءته.
أشعر بالمتعة وأنا أقلب صفحات الكتاب الورقي فوجوده بين يدي يجعلني أتفاعل معه بمعظم حواسي، رائحة الأوراق تدغدغ أنفي، وملمسها الخشن يسري بين أصابعي، أتواصل مع كلماته بعيني وأتأملها وهذا يجعلني أخوض تجربة قرائية ناجحة.
بالطبع هناك من يفضل الكتاب الرقمي وأنا شخصياً قد ألجأ إليه في بعض الأوقات لوجود ميزات فيه، فبعض الكتب الورقية لا أستطيع الحصول عليها لسبب أو لآخر فيكون الحل أن أستخدم النسخة الرقمية منه.
لكن في هذه الحالة أفتقد مزايا الكتاب الورقي كأن أحرم من تدوين ملاحظاتي على هوامش الكتاب أو تظليل ما يشدني من نصوص وأقوال فأنا قارئ لا أقرأ إلا وبيدي قلم رصاص.
أفتقد كذلك متعة استخدام فواصل الكتاب لتحديد مكان التوقف من القراءة، أنا أعتبرها متعة، فواصل كتبي غالباً ما تكون من صنعي.
كنت في حوار مع صديقة فقالت: أحب الكتب الرقمية فهي لا تملأ عليّ البيت والمكان، هي موجودة هنا في هاتفي النقال.
قلت لها: أتعتبرين هذه ميزة للكتاب الرقمي؟! أما قرأت يوماً هذه المقولة لأبي تمام:
" الكتب أجمل أثاث في البيت حتى إذا لم نقرأها".
وأضفتُ: نعم الكتب تضيف الرونق والحياة، حتى لو كانت تتزاحم على الرفوف.
أردت أن أمازحها قليلاً فقلت لها: كم مرة وأنت مستغرقة في قراءة كتاب ممتع اضطررت للتوقف لأن هاتفك النقال نفذت بطاريته؟ نظرت لي بغيض ثم ابتسمت وقالت: الكثير من المرات.
بالطبع لن نتفق جميعاً فلكل شخص رأي وميول حول نوعية الكتاب الذي يفضله سواء كان كتاب ورقي أو كتاب رقمي، ولكن ما أنا متأكدة من اتفاق الجميع عليه هو أن القراءة فعل لابد منه.
"القراءة مثل التنفس، إنها وظيفة حيوية أساسية". ألبرتو مانغويل
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
شكرا لمرورك استاذه منال
جميله لامست كلماتك مخيلتي واحاسيسي ..👌