القراءة كنز من كنوز الحياة، من يعرف طريقها وجد فيها الراحة والسلوى، يقول عباس محمود العقاد: "أقرأ لأن حياة واحدة لا تكفي"

وهذا بلاشك صحيح، فما القراءة إلا اختصار للزمن، تكتسب من خلالها الخبرة والمعرفة التي ما كنت ستكتسبها لو عشت دهراً، إن في اطلاعك على تجارب الآخرين والنظر في أفكارهم وفلسفتهم في الحياة حياة أخرى تضاف لحياتك.


ومع ذلك نجد أن البعض لا يهوى القراءة ولا تروق له بل أنه قد يصفها أحياناً بالفعل الممل، وهذا ما مررت به أنا شخصياً قبل أن أجد الطريق الصحيح لإكتشاف هذا الكنز.

إن طريق الوصول لمتعة القراءة ومن ثم جني كنوزها هو أن تختار الكتاب المناسب لك خاصة في بدايات القراءة، وهذا ما سعيت له عندما لاحظت تأثيرها السحري على شخصيات عديدة من حولي جعلت من القراءة منهجاً لحياتها فتغيرت وغيرت من حولها للأفضل، وكنت أنا ممن تغير للأفضل بسببهم.


سأسوق لكم هنا بعض الطرق التي اتبعتها للحصول على الكتاب المناسب :


أولا: حدد هدفك من القراءة، ماذا يروق لك؟ هل تفضل الروايات والقصص؟ أم أنك تريد أن تطور نفسك مهنياً؟ أو ربما تريد بناء عادات وسلوكيات إيجابية في شخصيتك؟ ماذا عن كتب التاريخ؟ هل هناك بعض المعارف والمعلومات تريد اكتسابها؟ إن حددت هدفك من القراءة فأنت في بداية الطريق الصحيح، فقراءة موضوعات تهمك وتلامسك في البداية سيدفعك للاستمرار ومن ثم التنويع فيما بعد في الكتب والمواضيع.


ثانياً: حجم الكتاب في بداياتك القرائية مهم جداً، إن حصولك على ما تريد بوقت قصير سيساعدك في إبعاد الملل، فاحرص أن تختار كتاب لا تتجاوز صفحاته 200 صفحة حتى تستطيع إنجازه ويكون حافزاً لك للمواصلة على طريق القراءة.


ثالثاً: يمكنك قراءة مراجعات للكتاب المختار في المنتديات القرائية أو المواقع مثل موقع goodreads لتكون فكرة عن محتوى الكتاب ويمكنك أيضاً أن تستعين بأصدقاءك القراء هذا بلا شك سيساعدك في الحصول على الكتاب المناسب لك.


رابعاً: اقرأ النبذة المختصرة عن الكتاب على غلافه الخلفي، وكذلك تصفح الفهرس وألق نظرة على فصول الكتاب وعناوينها فقد تجد ضالتك أو قد تصرف نظرك عن الكتاب وتبحث عن كتاب آخر.


خامساً: لا تلق بالاً لشكل الغلاف فقد يكون جاذباً لكنه بلا محتوى مفيد وقد يكون العكس أي بغلاف عادي لكن محتواه ثري، أي لا تحكم على الكتاب من غلافه.


وأخيراً إن شعرت بالملل أثناء قراءة كتاب ما فلا تتردد بالتوقف عن القراءة والبدء في قراءة كتاب آخر، إن الاستمرار في قراءة كتاب ممل سيجعلك تحجم عن القراءة، اتركه و ربما قد تعود إليه في وقت لاحق.


هذه بعض الطرق لإختيار كتاب مناسب قد تجد فيه كنزك المنشود فإن وجدته ستشعر بلذة القراءة وستكون القراءة بلا شك روتيناً جميلاً يضيف لحياتك حيوات عديدة.


شعاع

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

شكرا لمرورك

إقرأ المزيد من تدوينات شعاع

تدوينات ذات صلة