كلمات عن الوحدة في مجتمع مزدحم وأسبابها وما قد يترتب عليها.

" نشعر بالوحدة ......... أصبحنا وحدنا "




تلك الجمل وما يشابهها في المعني غير منطقيه فالوحدة هنا لا تدل علي الاتحاد بل تأتي من لفظ (واحد) أي شخص منفرد لذا لا يصبح الأمر منطقياً حين تُجمع مع ضمير يدل علي عدد أكبر من واحد مثل نحن او نون الجمع -السابقة أو الملحقه بأي فعل- أو غيرها من الكلمات. ليست تلك معلومه نحوية أو تعالي في اللغة فأنا أخر من يتحدث في هذا التخصص - بشهادة مصححين كتبي - ولكن ما اقصده ان من يتحدث بصيغه الجمع عن مجموعه يجمعهم شعور واحد وهو الوحدة فذلك لا يعني سوي ان تلك الوحده أختياريه أي برغبتهم هم سواء لكسلهم عن التواصل او رغبتهم في الحفاظ علي تلك الوحدة أو حبهم لشعور الضحية وأن المجتمع يضطهدهم. ان شعور الوحدة يتبدد اذا أجتمع فردان، نعم مجرد شخص واحد معك قادر ان يبدد هذا الشعور القاسي، وهذا الشخص لا يلزمه اي رابط معين فقد يكون أخ أو حبيب أو قريب أو صديق أو مجرد غريب جمعكم مكان سواء في طابور او مواصله عامه او أي حدث يجمعكم.



نحن مليارات البشر ذوي ملايين الصفات المشتركه فمهما أختلفت مع من أمامك ستجد ما يجمعكم فلا تركز مع الأختلاف وتحافظ علي تلك الوحدة فحتماً هناك أختلافات لا نهائية بين البشر وإلا لما خلقهم الله إذا كان الجميع متشابه في كل شئ. الوحدة شعور قاسي حيث يضعف من يشعر به نفسياً كما انه النواة لأكثر الأفكار سلبيه مثال (لا أحد يهتم بي - انا لا اعني شئ لأحد - ما جدوي حياتي وانا وحدي) وغيرها وأسوء منها قد يتوارد علي الفكر وقتها فلا تترك نفسك له - إلا إذا كنت تحتاجه بشكل مؤقت لإنجاز عمل ما - فنفسك غاليه علي الله الذي نفخ فيها من روحه وكتب حياتها بكل دقه في كتابه وأبدع في خلق التفاصيل الداخليه الدقيقه في جسد ليحتويها. اقدر طبعاً تلك الوحدة الإجبارية الناتجه عن رحيل شخص ما ولا أتكلم عنها فتلك يتولي الله صاحبها المجبر عليها بأصدقاء وأهل تحتويه ونسيان يخفف عنه وهدف جديد يظهر في حياته فينصهر في تحقيقه والأهتمام به ورعايته.



من الأشياء الغريبة ان لفظ "وحدة" يمكن الإستخدام للتعبير عن شعور الشخص انه وحده وكذلك عن توحد الجميع وكأنهم شخص بينما هم اعداداً تبتدأ مما يجاوز شخص واحد إلي لا نهاية. لذا كلامي لساكني وادي الوحدة، أخرج منه وأخرج من كسلك أوحزنك أو أحباطك أو خوفك فالله لم يخلقنا لنسكن وادي النفس المتقلبه والقلب القلاب بل لنتحاور ونقابل الناس ونتعلم ونحب ونصبح أقوي بعد الجرح أو الخسارة لنزين تلك النفس ونثريها هي والقلب. هناك ملايين البشر بالخارج من يجتمعون معك في بعض الصفات او الأهتمامات أو الذكريات أو الأهل فلا تغلق علي ذاتك بكل جبن أو انانيه أو ضعف فتضيع منك الحياة وتفقد فهمك لجدواها.



عيش


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات شروق إلهامي

تدوينات ذات صلة