رأي ورؤية ملخصة لصورة عامة عن نهايات الزيجات في المجتمع العربي.
يقولون لو عبرت حاجز الخمس سنوات دون انفصال تأجل هذا الأمر لعقود حتى زواج الإناث من ذريتك التي حظيت بها في تلك الأعوام الخمس، وربما لهذا كانت الأمهات تدفع بناتها للسير نحو الإنجاب بمجرد الزواج لتأمين صرح زيجاتهن. هذا بالطبع لو لم يكن الزوج نذلاً وضيعاً لا يبالي بأطفاله ومصائرهم علي المدى. عامةً الرجل الشرقي لا يتجه للطلاق ولا يحبذه لأنه ينزع عنه مميزاتٍ وصلاحياتٍ لا تتاح له خارج نطاق الزواج، وذلك مقابل جزء من راتبه لإطعام وكساء أسرته بالقدر الذي يناسبه ويقرره بنفسه بحكم العرف والسائد، خاصة لو كان مسلماً ودينه يتيح له الزواج مجدداً عدة مرات، وعربيّاً لا تمنعه دولته عن ذلك، فالطلاق لا يصاحبه سوى كثرة التفاصيل القانونية والتحكمات في صحبة الأبناء، إن كره عشرة زوجته هجرها دون طلاق وأرسل لها ما يقيم قوتها هي وأبنائه، وزارهم وقتما يحب دون قيود، وفتح بيتاً ليقيم به أسرةً جديدة، معتمداً على أن زوجته لن تترك هذا العرض السخي منه في السكن والمال لتحارب في سوق العمل الظالم لترعى الأطفال وتحظى باستقلاليةٍ تعذب أكثر مما تمنح في مجتمع عنصري مستغل. وقليلٌ هن النساء اللائي لديهن الوفرة المالية المؤمِّنة التي تجعل وجودَ الزوج في الحياة بالشكل الحاضر الغائب السابق وصفه عبئاً لا مزية، فيعترضن ويسعين بضرواةٍ مستمرةٍ للانفصال الكامل. ولهذا لا اندهاش لزيجات تنتهي بعد عقدين أو أكثر من انعقادها، وغالباً ما يكون هذا لرغبة الزوجة لا الزوج، فهو مع الأعوام يجد السبيل لراحته واستقراره بشكلٍ ما، وحين تتزوج البنات لا يبالي الزوج بعدها بتغيير ما اعتاده وتكيفه مع الوقت، بينما الزوجة تسعى وقتَها للتحرر من التزاماتها المتعددة والمفروضة عليها بحكم الزواج من شخصٍ لم يعد هناك - منذ زمن- ما يجبرها على البقاءِ معه سوى أمومتها لبناتها لا أكثر. وبالطبع ما سردته ليس القاعدة، ولكنه الشائع في مجتمعٍ بعينة في الزمن الحالي، وبالطبع لا يشمل جميع المتزوجين في سائر البلاد أو مختلف الثقافات.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات