مقال يتحدث عن التأثير الإيجابي للفن علي الروح الإنسانية.

ليست القراءه فقط هي ما للجميع بل ان كل شئ للجميع اذا توفرت البيئه العادلة، فالحريه للجميع والكرامه للجميع والغذاء الصحي للجميع والرعاية والعلاج للجميع والفن للجميع وهذا محور كلامي الأن.

توقفنا عن الاستمتاع بالفن وتذوقه، اصبح الصخب هو السمه الاساسيه للموسيقي الأن وقليلاً من الموسيقي الهادئه الحزينه لكسر الضجيج او إحداث تنوع في أي البوم لمغني ما، احيي في البدايه جيل الشباب الذي رفض هذا الواقع السخيف وجعل من الأنترنت بمواقعه المختلفه وسيلته لضخ الفن في روحه والإستمتاع بالإستماع للموسيقي ذاتها - شرقيه أوغربيه - بلا توقف، ولكن هناك حلقه مفقوده وهي الأستمتاع بميلاد الموسيقي، ولن يفهم هذا او يشعر به سوي القادرين علي العزف او من شهد حفل قام العازفين بالعزف امامه وليس تشغيل الموسيقي المسجله من السماعات وسمع الطرب وهو منساب كصوت من حنجرة المغني. اعرف ان متذوقي الفن من الشباب من يحضرون حفلات الفرق والمغنيين الجدد قد شهدوا هذا واظن الكثير منه استمتع بهذا حين سمع الغناء المباشر والحي لمطرب ما ورأي الة صماء بحركات معينه من انامل مدربه تصدر اصوات ونغمات موسيقيه تتسرب لداخل اجسادهم من المسام لتلامس الروح وتبهجها وتطربها وتجعلها في حاله نشوي ممتعه.

أدري ان هناك فجوة بين الكبار والصغار في تذوق الموسيقي وانهم يروا ان الفن قد انحدر حاله – وأتفق معهم مع احترامي للجميع والمهرجانات الشعبيه اقوي ادلتهم علي ذلك – وانهم بعد معاصرتهم لعبد الوهاب وفريد الاطرش والموجي ومحمد فوزي والقصبجي ومنير مراد وغيرهم الكثير من عظماء الملحنين العرب لا يرونا سوي مجرد حمقي غير قادرين علي التمييز بين الغث والثمين في الموسيقي، وهذا رغم عذرهم فيه إلا أنني لا أتفق معهم به لأن ربما الكثير من الشباب يهوي الموسيقي الصاخبه إلا أن أكثر منهم يقدر الموسيقي والفن الراقي، كما ان من الفئه الأولي من يحب الموسيقي كلها سواء صاخبه او هادئة.

في وسط طاحونة الحياه اصبحت الموسيقي للكبار مجرد فواصل لتخفيف الضغط اليومي والانقطاع عن التفكير في الهموم او خلفيه اثناء القيام بأي شئ لكسر الصمت او الملل. لم يعودوا يذهبوا لحفلات للأستمتاع بميلاد الموسيقي -السابق شرحه- وترك الموسيقي تنساب ببداية ميلادها في عروقهم دون تأثر بجهاز مسجل او اي اجهزه اليكترونيه لتعطيهم طاقه وسعاده وراحه وقدره علي مواصله الحياه بشكل اكثر نعومه ومرونه وايجابيه وقوه.

هناك مجموعه من الشباب قاموا بذلك وأبهجوني بشدة وكل ما أتمناه ان يفعل كل صاحب موهبة مثلهم، نعم يا سادة أدعو جميع الشباب الموهوبون في العزف والغناء سواء كهوايه او دراسه او عمل ان تقتطعوا من اسبوعكم نصف ساعة دائمه للعزف او الغناء في الشارع مع المارة – بمساعده اصدقائكم لو شعرتم بالخجل من البدايه وحدكم- ونشر الفن الحقيقي والروح الجميله ومساعدة الكبار ذوي الجداول المزدحمه بالمهام والهموم والأفكار السلبيه والتي تمنعهم من الذهاب للحفلات للتمتع بلحظات ميلاد الموسيقي. أبهجوهم وأستمتعوا معهم بالفن وببسماتهم ونظرات عيونهم السعيدة الممتنه.

لن انكر انكم ستجدون بعض المعوقات سواء من محبي السخريه او كارهي الفن او البهجه او بعض الجهات الأمنية – لأنكم في مكان عام – ولكن لا تيأسوا فالأرض واسعه وبلدنا جميله وأهلها عشاق للفن وإن غاب عن حياتهم اليوميه مؤخراً. وللعلم هناك من سبقوكم علي هذا الطريق فشاهدوهم وأعرفوا تجربتهم لتشجيعكم وتحفيزكم وإرشادكم علي بدايه الطريق وما وقفوا عنده لتستكملوا مسيرة البهجه والفن والموسيقي.

غنوا وأعزفوا وأستمتعوا وأنطلقوا يا رواد الفن وعشاقه.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات شروق إلهامي

تدوينات ذات صلة