مجموعة مشاعر امرأة هرمة تعيش وحدها في منزلها الساكن
بقية ...
استيقظتُ صباحا ..وبقيتُ في السرير مدة ..تقدمتُ بخطى بطيئة للمرآة ،تحسستُ تجاعيد وجهي وخصلات شعري البيضاء الشفافة . تغيرتُ كثيرا .
عدتُ لسريري مرة أخرى ، تذكرتُ أن أولادي في العمل وأنهم لن يأتوا اليوم .سيكتفون بالبقاء مع أطفالهم وزوجاتهم...
لا أنظر للساعة ولا أحب أن أعرف ما الوقت فهو كثير ومتراكم .عدا عن أنه يمر بسرعة حين يأتي أحدهم ..
ذهبتُ للمطبخ وأعددتُ الشاي وضعتُ في الصينية كوبين .هكذا أفعل في كل مرة .وحين أُسأل عن ذلك .أقول تحسبا لمجيء أحدهم .
الهاتف يرن .كثيرا ما تفوتني رنات الهاتف مع أني أسرع في كل مرة ..
إنها ابنتي "أوتار " تهاتفني من استراليا .
صوتي .. آه ..كيف نضعف مرة واحدة .رفع صوتي يجهدني .وبعض الحروف ثقيلة في فمي ...أراقب عروق يدي النافرة وأنا أتناول كوب الشاي ..والرجفة .... تسللت الشيخوخة إلى جسدي بشكل غير معلن ولم انتبه لكن بعد أن اكتملتْ جلست أراقب تحركاتها السريعة ..ماذا سأفعل الآن .؟ اه التلفاز ..هه..
أتذكر أن جهاز التحكم "الريموت " كان يضيع دائما بسبب أطفالي .والآن لا يغادر مكانه الذي أضعه فيه .. كل الأشياء تبقى ساكنة ..
ليس شيئا جميلا ..
لماذا كنتُ أصرخ وأعاقب أطفالي عندما يضيع" الريموت"
كل الذين يظهرون في التلفاز أصغر مني ،وحتى الذين ينقلون خبر وفاتهم .
اثنان وسبعون .اثنان وسبعون ..
ااه .. نصفها ... نصفها ست وثلاثون عاما !
ماذا كنت أفعل انذاك !؟
كنتُ في مقتبل العمر وأطفالي صغار .وكان يشغلني في الحياة كل شيء.. والآن لا يشغلني شيء ..
ترى لو عدت لعمر الست والثلاثين ماالذي سأفعله !؟؟..
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات