هذه التدوينة تتحدث عن القوة المختبئة داخلنا، حيث بامكاننا الانطلاق من جديد بعد الضعف الذي يلم بنا. محاكاة لخرافة طائر العنقاء الذي يحرق نفسه ويولد من جديد
يبدأ كل شيءٍ بسقوطنا الأول، تتوالى الأيامُ بعدها ونحن نبحث عن ذواتنا الضائعة، عائدون للنقطة ذاتها، إلى صفر السقوط في قاعِ الأرض، وما نجده سوى أشلاءٍ من سقوطنا للمرةِ الثانية، ونمضي حيث لا شيء يشبهنا.
في ركنٍ من هذا العالم، حيث لا شيء إلا أنا وحطامي يكادُ يتفجر المكان من صخبِ الصمت، وكل ما حولي هادئ يشير إلى الموت، ثم تشتعلُ عقارب الساعة وتدق في عقلي.
تتساقط أوراقُ الأيام حولي، وتتراكم جثثها أمامي، تقيدني انكساراتي وتخنقني هزائمي، وتتزاحم من حولي صور الخيبات وتقتلني وأرى بعضاً من أحلامي وهماً وكاد أن يكون حقيقة،أراها كسرابٍ من طيرٍ أبيض.
أرفع يدي وأكاد أن ألامسها،في عنان السماء تتطاير بعيداً عني،أعود خائبة، حيث الركن المظلم من هذا العالم، حيث لا شيء إلا أنا وفُتاتُ عظامي،ثم في لحظة ضعفٍ أخرى،تباغتني الأحلام مجدداً، وتنتشر حولي كفراشاتٍ ملونة،أنهضُ رغماً عني فتلمسني أجنحتها وتصطدم بندوبٍ وُشمت على جسدي،ثم في ثوانٍ معدودة تنحني بذبول وتسقط أمامي، أعود أدراجي وبرجفةٍ أستقبل نقصي حولي،أتحسس وجهي، يدي وقدمي فأجدني فارغا نصفي!
يصرخ صوتي وتَشُدُ على الأرض أناملي، أكابدُ احتكاك عظامي وكهولة روحي، أجمع فُتاتي أدنو من قطعي - التي اخترقت الأرض بقوتها - وألملم شتاتي، أجمعني وألفني على نفسي ثم تدار عقارب الساعةِ مرة أخرى فلا تستطيع أن تلدغني، وتتساقط جثةُ يومٍ جديد من خلفي أحملها بعيداً مقاومة رضوضَ جسدي وألقيها حيث صفرِ السقوط ثم أُغلق الحفرة،وبعد حين أركضُ حيث نور شمسٍ غفا من خلفِ ستائر العتمة، فتخترق بأشعتها وتنير تجاويفي، ثم لا شيء يعيقنا في الحياة سوى انكساراتنا، خيباتنا، جروحنا، ونزيفُ أرواحنا، وهزائم الماضي التي نعود مرة تلو الأخرى حتى نخوض معاركها ثم نسقط مجدداًمرة، ومرتين! وفي الثالثة نحمل هزائمنا، خيباتنا،
وانكساراتُ أيامنا، نضعها في الزاوية، ونلقيها في مكان حيث اللاشي يشبهنا ونمضي بعيداً عنها،
وبجانب عودِ كبريت يشتعل نلقي أنفسنا، نحرق كل غصنٍ منا أشبعته الهشاشة ضعفاً،تشتعل فينا النار وتُميتنا بألسنتها،ثم نولد من رحمِ الألم أكثر قوة، وأكثر صلابة،وننبعث من رمادِ ضعفنا، كما طائر العنقاء المتجدد.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات