ضجيجُ الألواح و ألحانُ البيانو و أنغامُ العود لن تستطيع أن تعبر من أمامي لغباشة الرؤية و انعدام الثقة بالطريق ..


على رغم الضجيج و الفوضى و زحمة السير العارمة ، و وقوف الكثير من السيارات و الشاحان في منتصف الطريق بفعل اشارات المرورة الحمراء ، أرتصاف عدداً كبير من الاشجار الباكية و الصارخة و بعضها كان صامت ، و استناد الأبنية العشوائية على طيات الهواء و ألحان السحاب .. كُنت أنا في هذه السماء مُحلقاً عالياً بين الغيوم المتعصبة و اللطيفة ، حيث لا يراني أحد بينما أراهم جميعاً ، أجلسُ في ذاك الركن البعيد الهادئ ، الغارق بين وحلات الطرقات الباردة و ضباب الخامسة صباحاً و الحاديةُ عشر مساءاً .. أراقبُ تحرك الأشياء العارية من السعادة و المخذولة بقلبٍ مكسور ، و الأشياء المُسافرة مع ضحكتها المُخبئة تحت شفتاها الباردتين ، و العازفتين لألحان اليأس و الفرح .. أرغبُ بشدة في قطع جناحي لأسقط على هذه الأرض الغارقة لأتعرف و لأزور كائناتٍ أخرى غير التي تشبهني أو اشبهها ،أريدُ أن أتناغم مع أجواءهم المُمطرة و المُشمسة .. أجواءهم برمتها .. تندفعُ الرغبةُ جواي ولكن لا استطيع أن أنفذها مهما قادتني نجوم السماء إلى تحقيقها لن أقدر بالأحرى ، لا أعرف لماذا ولكني على ما يبدو يا سادتي قد تأقلمتُ مع حقيقة أنني طائرٌ لا يراه أحد مهما حدق في كبد السماء .. ولا تعتقد أن تأقلمي هو سبب بقائي بل هو سببٌ لموتي و لدفني قبل أجلي ، التأقلم مُميت يمنع عنك الاكسجين بشكلٍ متفوات ، يُشتت انتباهك بشدة لا تستطيع حتى أن ترى الجمال و هو بجانبك ، تغفلُ عن الأحجار الكريمة و الأقمار الراقصة حتى الشموس البازغة لن تستطيع أن تراها مهما حاولت .. أعشقُ النزول ولكنني مُقيد بأشيائي الحمقاء و القاتلة .. لا أقدر ..

-٠شهد الكيلاني


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

نتمنى بزوغ قلم صاعد يغني ليالينا الشتائية الطويلة

إقرأ المزيد من تدوينات شهد الكيلاني

تدوينات ذات صلة