لا بدّ أن يخترقك صوتٌ خفي ينبعُ من وجدانك و أنت غافٍ عنه ..


مرحباً يا عزيزي الذي لا أعرفك ولا تعرفني و الذي أحبك ولا تُحبني قد تطيرُ لكي تلقاني ولكنك لن تراني أنا في الظل البعيد حيثُ تُخيم الأشجار فوق رأسي و تغوص الأحلام على صدري و أتأملُ لون السماء بعيني و تطيرُ الأوراقُ أمام عيني ولكنها لا تصلُ إلى شفتي .. أيضاً هي لا تراني .. لقد ارتجفت أوصالي و شحب وجهي كثيراً و ازدادت هالاتُ السودِ تحت عيني و قلتُ سلاماً للنومِ ولكني لم أحبُ أن أطلق الحب على كوابيسي أو استيقاظي في الواحدة صباحاً .. أردتُ الركض وراء سريري و الالتزام بالصمت الحبيبِ و كبتُ أنيني وسط جدراني و تحرر معصمي من ثيابي و تركتُ قلبي على رف الكلماتِ .. كُنتُ و ما زلتُ أُعاني من كدح الأيامِ ولكني أنجُ دوماً بعدم اعتيادي أو تأقلمي و ليت الجسر ينطق باهتزازهُ و تأرجحه على جانبي روحي و كياني .. لا أرغبُ في النضج المُبكر أو العقلانية الزائدة أرغبُ أن أكون مجنونة كالأطفال مليئة بالطاقة الهائلة رغبتها عارمة في اللعب و الحصول على الأشياء مُكافحة لكل شيء يُصادفها .. لا يوجد صوت داخلي يردعها عن شيء أو يُقيدها .. ولكنني لا أمتلك هذه الموسوعة الكبيرة لأمتلك خيالاتٍ قُمعت مني أساساً و لم أعشها حتى لو ثانية واحدة لقد سُرق مني كل شيء لم يمنحوا جسدي المرونة و الصلابة في المشي و الغرق بل أمسكوا يدي من الباب و سافروا بي بين البحر و التراب و قالوا لي كوني شُجاعةً يا صحراء بلا أسم ولا عنوان أو اتجاه .. مستنداتكِ فارغة من كل شيء كيف ستسيرن في الحياة يا قُنبلةً أتت بالشكل الخاطئ .. لم أكن لأمتلك تلك الشجاعة الخارقة للخروج من هذه الحفرة لولا ذاك الصوت الذي يُلازمني مُنذ الصغر الذي يحميني و يؤنسني رغم تصدع جوارحي و تبعثر كلماتي الذي يخافُ علي من نفسي قبل الجميع يُغلفني ليصبح عازلاً قوي .. ولكنني لا أريده و أريده .. احتاجُ إلى أن أسير بنفسي على الخط المُستقيم دون أن أميل و ينجرح فكي أو تنحني رُكبتي و تستسلم ليومٍ مُرهق .. و يطاردني الجميع في العدمية و أنا أواجه بسكينتي دون أن أهرب أو أخاف من قُرب أحدهم من وجهي المصقول بحرارة الشمس اليومية .. تلك التي جعلت مني ما أنا عليه ، بالأحرى جعلتني حُرة بجناحين سليمين لأول مرة و حديدية بحلم و طموح حقيقي لا يتركني وسط لحن بيانو أو طرب قديم .. أنا خطين أحدهم أحمر و الثاني أبيض لا أسمح نفسي بتجاوز حدود المنطق و أسمح نفسي بتجاوز حدود المنطق ..

-شهد الكيلاني


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات شهد الكيلاني

تدوينات ذات صلة