تذكري بأن تقديرك لذاتكِ هو الأهم، وأن حبكِ لنفسك هو الأعظم، وبأنك تحملين نصف الدنيا بل كلها بقلبك، وبأنك كافية وكافية جداً.

لعلكِ الآن تجلسين في مكانِ ما في هذا العالم، تفكرين بما كان وبما سيكون، في كل الأشياء التي حدثت وأشعرتكِ بأنكِ غير كافية، إذاً هذه الرسالة لكِ.

فأنتِ يا عزيزتي تعيشين في هذا المجتمع الذي يستكثر عليكِ أبسط الأشياء، سأحاول أن أعدها لكِ أولاً ثم سأخبرك بالسر الأخير.في البداية تولدين لأبٍ وأمٍ يرونَ فيكِ الفتاة المدللة أميرة البيت وريحانته، ثم يخبرونهم بأنكِ غير كافية فلن تحملي اسم أبيكِ ولن تجدكِ أمكِ بعد أن تبلغ من العمرعتيا.

ثم تكبرين.. تدخلين المدرسة تسمعين الكثير من الشروط والتعليمات والتحذيرات، وقد تتعرضين لمحاولات الاستعلاء من أبناء جيلك من الصبية الذين يختصرون كل الكلام "أنا ولد وأنتِ بنت"،وقد يتجاوز الأمر ذلك حتى أنكِ قد تتعرضين لمحاولات التحرش من الذين أكبر منكِ سناً لأنهم أمنوا العقاب فأساؤوا الأدب، قد تنتهي كل الحكاية بكلمة "أغرتني".

تتخرجين من المدرسة تقاومي حتى تدرسي التخصص الذي ترغبين، ثم تبدأ كمية هائلة من النصح والإرشاد مثل "لو درستيه وتخرجتي رح تقعدي بدار جوزك" "اختاري تخصص بناسبك كبنت" "لوين بدك توصلي".وفي رحلة البحث عن وظيفة التي قد تكون طويلة أحياناً، قد يحللون لكِ ماذا يناسبك وماذا لا، قد تحصلين على أجرٍ أقل من رجل يحمل مثل شهادتك العلمية، ويقوم بنفس المهام، وربما أقل.

وعندما تتجاوزين الثالثة والعشرين من عمرك، يبدأ الحديث عن الارتباط والزواج فإذا رفضتي لمجرد أنكِ لم تجدي الشخص المناسب، أو ببساطة لأنكِ لا تريدين، وهذا حقك طبعاً، يفتحون الفصل الجديد من "لستِ كافية"، لا أريد ان أتحدث عن القصص الكثيرة في هذا الموضوع فأنا متأكدة بأن لديكِ الكثير منها.ولعلكِ تصبحين في يومٍ من الأيام أماً جميلة، تقدم أقصى وأجمل ما لديها لأطفالها، وهنا أيضاً ستسمعين الكثير من "لستِ كافية"!

وفي النهاية عليكِ أن تعرفي بأنك أكثر الأشياء كفاية، وأنكِ تستحقين الأجمل من كل الأشياء، أعلم بأن الأمرصعب، ولكنكِ قاومتي الكثير وتستطيعين مقاومة الأكثر، استشعري هذا الجمال الذي هباكِ الله به، كوني على قناعة بأنك تستحقين ما تريدين، ولو قالوا وزادوا، من حقكِ أن تقرري وتختاري، وتذكري بأن تقديرك لذاتكِ هو الأهم، وأن حبكِ لنفسك هو الأعظم، وبأنك تحملين نصف الدنيا بل كلها بقلبك، وبأنك كافية وكافية جداً.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

رائعة

إقرأ المزيد من تدوينات سلسبيل نواهضة

تدوينات ذات صلة