نحن الآن على مشارف مدينة رسول الله، في بلادنا حُمّلنا الكثير من السلام له فقد تعرف عجوزٌ أنك مسافر إلى هناك فتقول لك بكل عفوية" سلملي على الرسول"
ها نحن بجانب الرسول تحديداً عند الروضة الشريفة هناك الكثير من الناس عربٌ وعجم يدعون ويسلمون على الرسول وما من مسلم يصلي عليه إلا ورد عليه السلام. هنا استقبلوه بالمحبة والأناشيد والتصديق والإيمان، هنا اكتملت رسالة أعظم دين في التاريخ، أهل المدينة لطفاء تحبهم هكذا بدون أسباب، مبتسمين دوما يجلسون على أبوابهم يرحبون بالزوار كما رحبوا بالرسول أول مرة،
وهواء المدينة ليس كأي هواء ولو وصفناه هنا لعجزت الكلمات، تمرها ونخلها والبركة فيها، روحك هناك تسمو تستشعر أبسط الأشياء وتبدأ رحلتك الذاتية الأولى من هناك.
وبعدها انطلقنا إلى مكة ، حيث كان أول اللقاء مع الكعبة المشرفة، إن لذة التفكير قبل اللقاء لا تُحكى ولو شرحناها لطالت فما بالك باللقاء نفسه، وصلنا الحرم وهناك بدأنا المسير لكي نصل الكعبة ونبدأ بالطواف.
كنا نسير والأقدام ما بين شوق وثقل، قد بلغ الشوق منا العظام ولم نعد نستطيع الوقوف، هكذا كنتُ أردد حتى حان اللقاء.
كنتُ أمشي وعيوني في الأرض حتى أراها دفعة واحدة وليس أجزاء، الجميع حولي بدأ بالتكبير والحمد فعلمتُ أننا وصلنا، وكان اللقاء..!
كل شيء يتحرك ولكنه بنفس الوقت ثابت، كل الأصوات تتعالى والصمتٌ سيد المكان، تماماً هكذا..الكثير من المشاعر والكثير الكلام.
ما إن ترى الكعبة حتى تشعر نفسك وكأنك بهالة أو بلورة عظيمة، وحدك رغم وجود الألاف حولك، قدماك على الأرض ولكنك تطير! دموعك تنزل ولكنك سعيد سعيدٌ جداُ تقول في نفسك لو يتوقف الزمان وأظل هكذا.
اقتربتُ أكثر وأكثر لأقرب نقطة منها في ذلك الازدحام، لعل رسول الله هناك جلس لعله هنا دعى وصلى واقترب.
الجميع هنا سواسية وجهتهم واحدة ، كان الكثير من الدعاء حولي أسمعه وأردد آمين، رغم أنها دعواتٌ تخص الناس، أما أنا فقد كتبتُ الكثير من الأدعية عودت لساني عليها، ولكنني كنت أطوف واقول يارب قلبي أنت تعلم ما في قلبي وكفى.
إذا زرت الكعبة أو لم تزرها تذكر هذا الكلام "في حضرة الكعبة تولدُ من جديد، قد تعود إلى البلاد وتعود إلى الذنوب والدنيا وفتنتها ولكنك لن تعود أبداً كما كنت قبل زيارتها".
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات