تستيقظ صباحاً تراقب التاريخ الذي كٌتب على الأجندة التي اشتريتها في بداية هذا العام، تقلب صفحاتها ثم ترى أنه بقي أيام وتنتهي 2020 بكل ما مر فيها.
كثيرون يتنظرون أن يمزقوا الورقة الأخيرة لآخر يوم في هذا العام بفارغ الصبر، وآخرون لا يهمهم سوى أن يبدأ العام القادم، وبعضهم يشغل باله الخوف من الآت والكثير من الأسئلة ومنها كيف سيتجاوزون ما مر في عام مضى وكيف سيعدون العدة لعام قادم؟لطالما سمعت في حياتك تلك المقولة "العبرة ليست في الأعوام ولا في الأرقام" السر فينا نحن، في عقولنا ووعينا وطريقتنا في الحياة.لا أعرف من أنت وكيف عشت هذا العام ولا أعرف وجعك أو ألمك أو حتى فرحك، ما أعرفه جيداً بأنك إنسان وعليه أن يعيش. ومعنى أن تعيش ليس أن تنام وتصحو وتأكل وتعد الأيام، بل أن تكون مقاتلاً قادراً على الحياة بكل ما فيها، والحياة يا صديقي فصول ولربما كذبوا عليك في صغرك عندما أوهموك أن كل أيامك ربيع.الربيع لا يأتي إلا مرة واحدة في كل عام وربيع قلبك موجود فيك في كل الأوقات، ما أقصده هنا ليس أن تخلق الألوان في أكثر أيامك كآبة بل أن تحاول أن ترى النور الذي يشع بعد كل ظلام.لربما كان عاماً صعباً عليك كما كان على البشرية جمعاء، خذ النور والعبرة واستعد ،إسأل نفسك كل الأسئلة التي هربت منها منذ أعوام، واجه نفسك وذاتك وحدد ما تريد.إن فرصة كهذه لا تأتي في العمرمرتين، وخاصة في هذا الزمان الذي ضعنا فيه على أضواء شاشاتنا وهواتفنا الذكية.لا تبدأ العام الجديد قبل أن تجيب على كل أسئلتك لنفسك، لا تبدأه وأنت تحمل فيه معك ما حملته منذ أعوام، تخلى وامضي فالحياة مليئة بالفرص في كل يوم.لربما تأتي أيامُ أصعب ولربما تأتي وسنواتُ تود لو تمحيها من ذاكرتك، ولكنك ستكون إنساناً آخر قادراً على المواجهة والوقوف والصمود لا يضرك شيء. فمن وجد نفسه في وسط كل ما نعيشه في هذا الزمان فقد فاز.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات