في ظل جائحة الكورونا و حالة عدم الإلتزام من قبل البعض كيف يمكن لنا التعامل معهم بالحكمة والموعظة الحسنة ؟

يقول المعري: دَاءُ الْحَيَاةِ قَدِيمٌ لَا دَوَاءَ لَهُ لَمْ يَخْلُ بُقْرَاطُ مِنْ سُقْمٍ وَأَوْصَابِ


يجب أن تفهم هذا الآن القانون الحديدي للتاريخ هو أن الناس يفعلون أشياء غبية. يتصرفون بهذه الطريقة لأسباب عديدة: الجهل ، الخوف، عادات سيئة، لأنهم أناس عاديون يعانون من عيوب . لا يوجد شيء مثل الوباء لتسليط الضوء على هؤلاء الناس وهذه الأسباب. فالفضيلة عِلمٌ والرذيلةَ جهلٌ، والذي يترتب عليه أنَّ العمى الأخلاقي حالةٌ غيرُ إراديةٍ تثير الشفقة أكثر مما تثير السخط.


وهذا محبط ومحزن، لأنهم لا يعرضون أنفسهم للخطر فحسب ، بل يعرضون الآخرين للخطر. من الأسهل قبول شخص يقود سيارته بدون حزام أمان (مما يؤثر عليه) وشخص يسرع (مما يعرض الآخرين للخطر). سيكون من الرائع أن يرتدي الجميع قناعًا ويتباعدون اجتماعيًا قدر الإمكان. لكن لقد أسمعت لو ناديت حيا *** ولكن لا حياة لمن تنادي .


لكن هذه حقيقة من حقائق الحياة، الناس سوف تسرع. سوف يسرعون ، ولن يرتدوا حزام الأمان ، سيفعلون هذا ويسببون الحوادثً ولا يزالون يلومون الجميع ما عدا أنفسهم. كما عبر الشاعر إبراهيم طوقان بقوله :


كم قلتَ: «أمراضُ البلادِ» وأنتَ من أمراضها


والشؤمُ عِلَّتُها فهلْ فتَّشتَ عن أعراضِها؟


لا يهم ما مدى بلاغتك، وكم مرة تشرحها ، ومدى "صحتك" ، لا شيء سيغير حقيقة هذا الشعور. كما كتب ماركوس أوريليوس ، حتى لو انفَجرتَ من الغيط فسوف يمضون على سنتهم ويعملون على شاكلتهم . لأن عالما بلا أنانية أو جاهلة أو أناس لا يمكن الوصول إليهم أمر مستحيل.


ماذا نستطيع أن نفعل؟ من الأشياء ما هو في قدرتنا، ومنها ما ليس في قدرتنا وليس لنا به، واجبك أن تقوم بذاتك ولا تقوم بغيرك. لقوله تعالى في سورة الغاشية :((لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ)) .

وأختم بقول الدكتور محمد راتب النابلسي :


يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أنت على ثغرة من ثغر الإسلام فلا يؤتين من قبلك. )) نعم أنت على ثُغرة من ثغر الإسلام فلا يؤتين من قبلك , والثغرة موطن الضعف من الحدود ، أو الثُلمة في الشيء ، أو الفتحة في الثوب , فإياك أن تكونَ أنت سبباً في الإساءة إلى الإسلام والمسلمين .





saffha/صفحة

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات saffha/صفحة

تدوينات ذات صلة