الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية .. اهتم بنفسك :)
لا بد أن يمر كل إنسان في رحلة شفاء روحي ونفسي .. أن يحاول إصلاح العطب بداخله، أن يفهم دهاليز عقله .. أن يحاول اكتشاف ذاته.
الصحة النفسية والعقلية جزء مهم من تركيبتنا كإنسان، خاصة أننا مخلوقات متطورة خطيرة، فما يميزنا هذا العقل المتطور، الذي يعتبر حدثا مستجدا على هذا العالم، والعجيب، أننا تطور سريعا بمدة قصيرة وقد نكون أبهرنا العقل الأسمى بها.
وباتت مهمتنا اليوم أن نستكشف كيف علينا التعامل مع وعقلنا وفهم طريقة عمله.. فهم كيفية السيطرة على هذا التسارع في تطور وعينا .. التي تحدد رؤيتنا للأمور من حولنا ولأنفسنا على مستوى مادي ومعنوي، فلسفي وروحي.
أحيانا هذا التطور الكبير والمتسارع في ذكائنا يكون نقمة علينا، فالعقل أخطر مما يعتقد كثيرون، فحين يتم تفعيله، يصبح أداة خطيرة قادرة على تدمير ذاتها في لحظة معينة.
العقل إما أن يخلق جنان وناطحات سحاب ومعجزات، ويحول الرمل إلى ذهب ، وإما فهو قادر على الغرق في ظلمات لا متناهية، وإحراق نفسه بشكل أبدي في أكبر ثقب أسود.
لذا الصحة النفسية تنبع من وعينا، من طريقة تفكيرنا، ورؤيتنا للأمور
وما يتبع ذلك من الحدود التي نرسمها، والواقع الذي نشكله لاحقا، فبطبيعة الحال هذا العقل هو المسؤول عن أفعالنا، أقوالنا، تفاصيل حياتنا، ردات فعلنا، وحده ما يحركنا لنكون منتجين أكثر أو مدمرين خاملين.
وحده ما يحركنا لنصبح أشخاص أسوياء أو قتلى ممتلئين بالكره.
العقل يحدد إن كنا نعيش في الجنة أو الجحيم.
يحركنا بناء على المعتقدات التي نهم منها واقتنع بها، يحركنا حسب قيمه والمعطيات التي برمج نفسه عليها.
يحركنا بناء على نسب الهرمونات التي يفرزها، بناء على أي جزء من عقلنا يتم تفعيله أكثر.
معقد لحد الجنون، وبسيط بشكل سهل ممتنع.
هو ما يحدد هويتنا، شخصيتنا ، أحلامنا، وما نحب وما نكره.
إن العقل هو ما ميزنا ..
لقد أوجدنا الكون كنسخة مصغرة عنه، لسبب ما، وحده هو يعرفه.
ينظر لنا ويراقبنا، كيف نتماهى مع معادلاته لنخلق ما خلق، ونصنع ما يصنع.
يراقبنا عن كثب، كيف سنتطور، وإلى أي حد سيصل بنا هذا الوعي.
وفي كفة أخرى، إن صحت الفرضيات التي تقول إننا محملين بالكثير من الذكريات والمعلومات المخزنة والمتوارثة من أجدادنا وبأن حياتنا والمواقف التي نمر بها، الكتب التي نقرأها والأمور التي نشاهدها ..هي فقط تقوم باستفزاز كل هذا الكم الهائل من المعلومات لنتذكرها، فهنا تكمن كارثة أكبر منا جميعا، والخطر أكبر، لأننا لا نعلم حقيقة أي معلومات تم توريثها لنا في حمضنا النووي، أي تاريخ نحمله بداخلنا دون إدراكنا.
إذا لا عجب بأن رحلتنا في الحياة تتمحور حول فهم ذواتنا وماهيتنا ..
ومحاولة إدراك أي إرث هذا الذي نحمله .. وأي أثقال تثقل كاهلنا ومشاعرنا.
لا عجب أن كثيرا منا لا يصمدون في هذا العالم، وغير قادرين على التعامل مع هذا الكم الهائل من الجنون والتعقيد، ولا عجب بأن رحلة أرواحنا ما زالت طويلة جدا، إلى حين أن نتطور بما يكفي، لنفك ألغاز عقلنا، والتعقيد الذي حولنا.
لا عجب أن الكثيرين لا يستخدمون عقلوهم أبدا، ويفضلون الكسل والجهل، وعدم التعامل مع أي من هذا الجنون، يفضلون الولاء والطاعة لأول معتقد أو شخص يقابونه في حياتهم.
يفضلون أن يكونوا مجرد أسلحة هشة خطيرة في أيدي من يفكرون، فتدمير أنفسهم وما حولهم، أسهل من محاولة فك لغز هذا العالم.
وتبقى رحلة الشفاء الداخلي مهمة، وأساس لتطورنا بأفضل نسخة.. أن نعمل يوميا على أن نكون أحسن، لعلنا نصل إلى الجنان حين نختبر حرفيا وعمليا وروحيا معنى السعادة، الاكتفاء، الرضا، والامتنان.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات