حان الوقت لانتشال أنفسنا من الحضيض، بوضع حد لدعاة الرعب والجهل، للتطرف والظلمات.

بعيدا عن التنظير الفلسفي والتحليل السياسي الهش وكل ما يُقال في البيانات والتصريحات والمؤتمرات

بعيدا عن كل الحشو الذي يصيبنا بالصداع

من سينقذ النساء اللواتي يتم استعبادهن يوميا في كثير من بقاع الأرض .. من سينقذ الأطفال اللذين يُمثل في جثثهم

ويتعرضوا لأسوء أنواع الإضطهاد..

من سينقذ العالم من شيطنة كل متطرف ومتعصب

كيف من الممكن أن ننقذ العالم من الثقافة الضحلة والإرهاب الممتد والمبرر باسم الدين والوطنية والشرف

كيف من الممكن أن نقتلع سرطان الكره والحرب والقتل والأفكار المسمومة؟


نحن أكثر من بحاجة لعصر تنوير جديد.. نحتاج لنهضة إنسانية، قيميا وثقافيا وأخلاقيا

لقد وصلنا إلى الحضيض يا سادة، والفوضى تعم المكان

وإن بقينا على ما نحن به، فالآتي أسوء وأعظم ألما

على الأصدقاء والاعداء أن يتحدوا معا، نحو استحداث حركة فكرية وفلسفية جديدة، لنعزز قيما إنسانية وفكرية تقودنا لدساتير أكثر إنسانية وقوانين أكثر عدلا، لنحقق العدالة ونعلو بشأن المرأة ونحفظ حقوق الأطفال.

من المهم جدا وجدا وجدا .. أن نعيد للعقل مكانته، لنحكم بالأدلة، ولنربي أبنائنا على منهج المنطق، علينا أن نركز على العلم والمعرفة غير المشوهة، أن نصنع جمالا، ونعلو بحرية الفكر أولا قبل أي حرية أخرى، علينا أن نمشي خلق الفلاسفة والمفكرين، أن نُسقط كل الأصنام والتماثيل، أن نرتقي من هذا الحضيض الفيمي من خلال المثل العليا كالحرية والاحترام والرقي والتسامح و الأهم .. الأهم .. الأهم .. أن نفصل الإيمانيات والمعتقدات والدين عن الدولة والقانون والحكم. أن نكفر بالطاعة العمياء للقادة ولرجال الدين .. للات والعزة وهُبل.

فلا كلمة تعلو فوق كلمة الإنسانية، ولا إله يعلو فوق إله العدل والحب والإخاء.

أيها السادة، إننا في حضيض القيم والأخلاق، وكل منا يتحمل مسؤولية قيمية وأخلاقية في هذا العالم.

على كل إنسان منا، بأضعف الإيمان، أن يحرص بأن يكون إنسانا واعيا محبا عادلا.

على كل إنسان منا، أن يحارب ظلماته يوميا.

علينا أن نقطع يد من كل من يجرنا إلى الهاولة ويغرقنا في ظلمات عقيدته ونظامه.


حان الوقت .. أن يخرج الإنسان من قصور عقله وانغلاق أفكاره وسواد قلبه، إلى الإدراك والوعي والتقبل والحب والرشد، وإلا سنورث الأجيال القادمة، عالما فوضويا، يحكمه الدجل والإرهاب، وقانون الغاب.


حان الوقت لوضع حد لدعاة الرعب والجهل، من أفسدوا الأمم و كانوا سببا في تداعي قيمها وهلاك الإنسانية وتلاشيها.


لنتبع صرخة إيمانويل كانط التنويرية: "اعملوا عقولكم أيها البشر! لتكن لكم الجرأة على استخدام عقولكم! فلا تتواكلوا بعد اليوم ولا تستسلموا للكسل والمقدور والمكتوب. تحركوا وانشطوا وانخرطوا في الحياة بشكل إيجابي متبصر"

ربا عياش

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ربا عياش

تدوينات ذات صلة