لماذا نبني عالما مبني على أساس ترددات الخوف، وتعزيز الحسد والغيرة.

"داري على شمعتك تقيت"

"ما يحسد المال إلا أصحابه"

هناك ثقافة سائدة في المجتمعات، حول التحفظ على أي نعم أو نجاحات أو وفرة وعدم المجاهرة بها، خوفا من زوالها بسبب الحسد أو العين.

وأتساءل حقا،

لماذا نبني عالما مبني على أساس ترددات الخوف، وتعزيز الحسد والغيرة.

لماذا نزرع الشياطين في منازلنا بإرادتنا؟

لماذا نستدعي أشباح الفشل والخوف إلى باحات قلوبنا!

ماذا لو بنينا عالما أساساته مبنية من طاقة الوفرة والنعم والثروة والسعادة.

ماذا لو سقينا السعادة لتجلب سعادة.

فالضحكة معدية، والوفرة معدية، والثروة والخير ممكن أن يعم على الجميع.

لماذا نقول "الخير يخص والشر يعم"

لماذا لا نقتل أشباح الطاقات المنخفضة، ونتعاون لرفع طاقتنا ووعينا الجمعي، فنحن متصلون ببعضنا بعلم أو دون علم منا.

وكل ما نعمل على تغذيته سيكبر ويتضخم ويصبح واقعا وحقيقة.


المجاهرة بالنعم والخير وإظهار السعادة لا يعيق وصولنا إليها أو جذبنا لها، إنما اصطناع السعادة يعزز من طاقة الزيف والوهم المتقطعة والمنخفضة.

السعادة المحفوفة بالقلق والخوف وتأنيب الضمير، لا تدوم بل تجلب تعاسة وحزن.

وفي ثقافة مجتمعاتنا، يُزرع في لا وعي الفرد مشاعر وقيم سلبية، تمنع عنه المشاعر الجيدة والوفرة والخير.

فمثلا نقول "الله يكفينا شر هالضحكة"، ثقافة تعزز الخوف والقلق من مشاعر السعادة والرخاء والراحة.

طاقة سعادة مشوهة، بالتأكيد ستجلب بعدها حزن وكآبة وهما.

لماذا لا نعزز ثقافة الخير والسعادة والراحة والتفاؤل.. فمثلا نقول "الله يرزقني خير هذه الضحكة"، فالسعادة تجلب سعادة .. والضحكة تجلب ضحكة.


الثقافة السائدة في كثير من المجتمعات مليئة بالبرمجات المخيفة، الآباء الذين يزجون بأبنائهم إلى النجاح من أجل نظرة "المجتمع" يحطمونهم من الداخل دون قصد منهم.

فالأبناء الذين يسعون للنجاح مثلا من أجل نظرة المجتمع لهم، ولاكتساب احترام والديهم واستمداد قيمتهم الذاتية منهم، غالبا يتم شحنهم بطاقات الآخرين المليئة بالغيرة والحسد، وغالبا ما يجلب لهم أمراض وتعاسة، وصراعات داخلية لا متناهية.


أما الإنسان الذي لا يكترث حقيقة لأحكام الناس، أو نظرتهم له.

ويضع سدا منيعا بينه وبني طاقات الآخرين. ويسبح في فلك طاقاته الشخصية الذاتية لا طاقات الآخرين،

ويكون على وعي كامل وتام بما يشعر به وفي أي مياه يسبح،

فلا يقصد بأفعاله استفزاز الآخرين، أو استمداد قيمته منهم،

هو الغني والسعيد والناجح والمتناغم تماما مع نفسه وكل ما حوله.


مفردات "طاقة" "شعور" "جذب" "تردد"، تصبو نحو مقصد واحد في مضمونها، أي برمجة داخلية في العقل، أي أن تعلم عقلك على اختيار ما يُبرمج عليه، وما يؤمن به، فيصنع لك واقعك بناء على أفكارك وشعورك والأهم نواياك الداخلية اتجاه نفسك والآخرين.


أهم ما يكمن في قانون الكون هو "النية" .. فحتى بالأديان، الله يحاسب على النية وليس الأفعال، لقوتها وعظمتها ..

وهول طاقتها القادرة على التجلي في مكان ما وزمان ما.

الآن أو لاحقا ..

النية الحقيقية بالسعادة تجذب سعادة، والإيمان الحقيقي بقوة نية الوفرة تجذب وفرة زائدة.

أما "المتظاهر" يزداد مرضا، خوفا وتعاسة.

الشكوك بالنية تجلب كل وهم ونية مشوهة وطاقة متقطعة.

الوهم يجلب وهما.

إن طلبت من الكون مالا وفيرة وفي نيتك شكوك بأن تتجلى الوفرة المالية، وعدم إيمانك القوي بقدرتك واستحقاقك لهذا المال الآن، ستحول نيتك المتقطة إلى صد لأي أبواب خير و مصادر رزق قد تكون مُقدرة لك.

والمتصالح مع نفسه، الواضح مع ذاته، الواثق بقلبه وعقله، المُحب للسعادة والراحة والترددات العالية سيجذب كل ما هو حقيقي، لأنه سيكون لديه الشجاعة لطرق كافة الأبواب، للمحاولة، للاجتهاد، للعمل، حتى وإن فشل، سيبدأ عقله باستفزاز الأفكار المدفونة، وكل الاحتمالات والمحاولات القابلة للتحقيق وغير القابلة للتحقيق. حتى يصل يوما إلى مراده.


ربا عياش

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ربا عياش

تدوينات ذات صلة