هوس سيطرة الطاقة الذكورية وتشويه طاقة الأنوثة ووأدها، تسبب في خلل في نظام عمل الكون

بسبب هوس سيطرة المجتمعات الذكورية واستمرارها في قتل الأنثى وبسبب كل البرمجيات الخاطئة والمسمومة التي يتم تنشئة أجيال كاملة بناء عليها، لقد أحدثوا فجوة بين آدم وحواء .. وتسببوا في خلل جسيم في جسد الحياة .. وتلاشى التوازن في طاقة الكون.

لقد خُلق الكون من الأضاد ليكتمل .. "ين" و"يانغ" .. الأبيض والأسود .. القمر والشمس .. الطاقة الذكورية والطاقة الأنثوية ..

وكل منهما يحتاج للآخر للتوازن والشفاء ولاكتمال اللوحة ..

دون هذا التوازن لا شيء يصح .. ولا حياة سليمة ستصيب جسدا واحدا ..

بالتأكيد حينها سيضرب الجفاف الأرض .. وسيُصاب الناس بالجنون والمرض والعوز والفوضى ستعم المكان .. لا طعام حينها يُشبع ولا أي غطاء في العالم قادر على منح شعور الدفء ولا بيوت قادرة على منح الأمان لأحد .. الأرض ستنقلب على المكون البشري بالتأكيد ..


طاقة الأنوثة تم قتلها منذ آلاف السنين، ودفنها وتشويهها ..

تم وأد الإناث من أرحامهن، وتوقفن عن الإنجاب وإعطاء الحياة

وحتى من ينجبن منهن .. ينجبن من خلال أرحام مشوهة أطفال غير أسوياء..

أرحامهن فاقدة لهويتها وليست على أي دراية حقيقية بقوتها وقدرتها ..


الأنثى هي طاقة الحياة، هي أول مكان تُخلق فيه المياه .. الماء الذي تدفق من خلاله الحياة في كل شيء ..

عبر آلاف السنين، ولأجندة لوسيفير الغاضب المتمرد، تم سلخ الإناث عن طاقتهن، وقوتهن.

تم تعليمهن أن الأنوثة ضعف، وأن القوة تكمن بالممارسات الذكورية فقط، وأن عليهن التخلي عن أصواتهن الحقيقية لإثبات ذواتهن، وأن عليهن بحرق أنفسهن جسديا ومعنويا ونفسيا وعاطفيا حتى يحظين بشبه حياة، وفتات احترام.

المعاناة أصبحت جزءا من استحقاقهن ومعنى حياتهن.

ووجودهن مرتبط بالعطاء والتضحية والموت .. بدلا من الحياة والبعث والمعجزات ..

حتى حين نثور على المعتقدات البالية الذكورية، نبدأ بتقمص دور الرجال، ونرتدي الطاقة الذكورية، نشعر أننا بحاجة دائما للإنجاز حتى نحظى باحترام وحتى يُعترف يوما بوجودنا، نشعر بحاجة دائمة للسيطرة على الأحداث والأشخاص تعويضا لما حدث لنا عبر التاريخ وحتى اليوم.

نريد حماية أنفسنا، وبسبب المعركة القائمة مع آدم نتخلى عن أنوثتنا ونرتدي أقوى الطاقات وأعنفها.

وهذا جزء طبيعي من الرحلة لكنه ليس المقصد ولا يجب أن يكون الحال هكذا على أي حال.


بسبب الثقافة المشوهة تم تدمير ذاكرة بشرية جميعة معنويا وعقليا وثقافيا ..

والآن يحصد الإنسان سمّ أفكاره وعقائده .. يحصد تماما ما زرع ..

على العالم أجمع أن يعي حقيقة واحدة بسيطة

لا عيب في الأنوثة، لا عيب في صوتك الحقيقي، الأنثى تساوي القوة والنجاح والعلو والارتقاء لمستويات روحانية ومادية أبعد والحب سبب الحياة والتكاثر والاستمرارية.

لا عيب في جسد النساء، ولا خدش للحياء في جمالهن وقوتهن وأفكارهن وأصواتهن.

جمالهن في تفردهن لا في أجساد مرسومة وأصوات مكبلة.

استقلالية المرأة ماديا وشعوريا هو بداية الطريق لقوتها وصلابتها وسندها لثورتها لكن ليس المقصد ولا الهدف الأساسي، من الممكن أن يكون هدفا طبعا إن كان هذا قرارها الشخصي وإرادتها الحرة، لكن في كل الأحوال نحن آدم وحواء .. والمقصد هو التوازن على أي حال، العودة مجددا معا في روح واحدة وجسد واحد .. أن يجتمعان من جديد .. أن يجدا بعضهما .. ويتذكران بعضهما بعد أن طُردا من الجنان وأضاعا أنفسهما وجوهر الحياة.

على الثورة الفكرية أن تكون واضحة الملامح والأهداف وعلى الإناث أن يتذكرن أنفسهن من جديد..

أعي، ما زال الطريق طويلا، لكن على الإناث أن يسمحن لطاقة الأنوثة بأن تعتلي عرشها من جديد ..

أن يتوقفن عن تقمص أدوار لا تشبه أرواحهن .. أن يتوقفن عن نعت بعضهن وتشويه صورة بعضهن كما يفعل الرجال.. عليهن أن يدعمن بعضهن، وإلا فسيبقين لقمة سائغة لطاقة الذكور المشوهة ..

عليهن أن يتذكرن أنهن من سلالة إنانا وعشتار وإيزيس.. هن النور الأبدي ..

وعلى برمجة العقول والأجساد أن تتغير يوما ما .. على الطاقة الذكورية أن تكبح جماح تمردها وعنفها وغضبها وسطوتها .. أن يُعاد التوازن يوما فيما بيننا .. أن نقلص الفجوة ..أن نسمع لغة بعضنا .. أن نفهم كلمات بعضنا .. وإلا سيحصد الإنسان علقما وستنقلب السماء عليه تماما كما انقلبت الأرض ..



ربا عياش

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ربا عياش

تدوينات ذات صلة