الجنان تقبع في عالم الخيال فقط، وفي حالات نفسية واردة وموجودة لكنها مؤقتة

الإيجابية والتنمية البشرية السامة تصبح سُمّا حين تستمر بإقناع الناس أن مشاعر الحزن والغضب والقلق تعبتر جزءا من ذاتك السفلى والقديمة وغير الجيدة وأن المشاعر الإيجابية فقط تجعل منك إنسانا جيدا.

وهذا ليس صحيح أبدا، ولم يكن المقصد من التنمية والوعي يوما أن يكون الإنسان قاطن في الجنان طوال الوقت وعلى مدار الساعة.

نحن على الأرض والإنسان بطبيعته وتكوينه الجسدي والنفسي يحمل مشاعرا إيجابية وأخرى سلبية ..

وردود فعله تكون حسب التهديد والظروف التي يمر بها..

وأي مشاعر خوف أو قلق أو حزن أو غضب هي أمور طبيعية وليست بجزء من فترة سيئة ولا من المفترض أن يشعر الإنسان بالذنب للشعور بها، وتجربتها.

هي جزء طبيعي جدا وأساسي من تفاصيل يوم البشر،

والإنسان يختبر كل الحالات وكل شعور وكل احتمال.

الألم جزء من رحلة الإنسان وطبيعته

والقلق هو جزء من طبيعتنا وظروف حياتنا المهددة لوجودنا دائما سواء من قبل الماموث أو الأمراض أو جروح القلب وخيانة الأصدقاء والأعداء أو الوحدة.

ما زالت ذاكرة جسد الإنسان تعي فكرة وجود تهديد دائم ومستمر له من كل الجهات،

لقد اختبرنا منذ مئات آلاف السنين الكثير من المخاوف والتحديات،

زلازل، براكين، تغيرات جغرافية، جوع، عطش، عوز، مرض، تعب، تهديد من أسود وتماسيح وكائنات أخرى جائعة، ونحن ما زلنا نتعامل مع كل هذه التحديات بطريقة طبيعية حتى لو استبدلنا الأسود الجائعة بوظيفة مملة، والجوع والعوز بالوحدة والملل.

تبقى التحديات على ذات المستوى من الخوف والأهمية ولها ذات التأثير.

لذا ..

نحن لم نخلق كصخور عنيدة لا تبدي ردود فعل، ولا نحن روبوتات لنكون في حالة سعادة ولمعان دائم

ومن قال من المفترض أن نكون هكذا على أي حال.

المفترض من الوعي أن يهذب أخلاقنا، ويساعدنا ويعيننا على تحمل التحديات والتعامل معها بأقل ضرر ممكن، لكن الجنان تقبع في عالم الخيال فقط، وفي حالات نفسية واردة وموجودة لكنها مؤقتة.

ربا عياش

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ربا عياش

تدوينات ذات صلة