إذا كان الإنسان عدو ما يجهل، فهو صديق مفرط الصداقة لما يعلم، لدينا ولع شديد بالشيء إذا أتى لنا بنتيجة، ونفور شديد إذا لم يأتِ لنا بنتيجة
إذا كان الإنسان عدو ما يجهل، فهو صديق مفرط الصداقة لما يعلم، لدينا ولع شديد بالشيء إذا أتى لنا بنتيجة، ونفور شديد إذا لم يأتِ لنا بنتيجة، خصوصاً إذا كنا بأمس الحاجة لهذه النتيجة، مسكينة هي الروحانيات الجديدة، لم تأخذ وقتها بعد حتى تطلع الناس لما بعد الروحانيات، هي باب واسع، وتقنيات كثيرة، دخل من هذا الباب ألوان من البشر بخلفيات عدة، ونفسيات عدة، واحتياجات عدة، وعقول متفاوتة، وأمزجة متضاربة، شخصيات هادئة فرزت وقبلت ما يناسبها وتركت غيره، وشخصيات نارية اشتعلت وأشعلت غيرها، وهذه التدوينة ليست لإعطاء الأحكام وإنما لمجرد الوصف، تختلف طرائق الناس في مداواة النفوس، منهم من يتداوى بالأدب الكلاسيكي الأوربي عموما، أو بالأدب الروسي، ومنهم من يتداوى بالرسم، ومنهم من يتداوى بالروحانيات، ومنهم من يتداوى بالدورات أو الجلسات وغيرها من الوسائل، بل أنت قد تتداوى لفترة بشيء وبعدها لا يتبقى لديه ما يعطيك إياه، فلا تهاجمه وتقول قضيت سنوات ولم يفدني شيء ثم اكتشفت الحل، لأن هذا الحل الذي توصلت إليه لم تصل إليه إلا عن طريق المرحلة السابقة، الإنسان جسد وعقل وروح وحاسة سادسة، هذه الأخيرة ليست للكل بل للبعض النادر، والتوازن بين هذه المقومات شرط لجودة الحياة عموما، أما الغلو في بعض طرائق العلاج أو الذم لبعضها جملة بلا دليل علمي، وإنما هي تجارب فردية خاصة نقوم بتعميمها على العالمين لا أرى في هذا رشاد، وعوداً على بدء، هل الروحانيات الجديدة علاج؟ هذه التدوينة ليست لإطلاق الأحكام، وإنما دعوة للهدوء.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات