جلست لساعتين استمتع بمراقبتها وهى جالسة مستكينة، تفحصتها وتأملتها سنتيمتراً بعد سنتيمتر،
تمسك برواية رومانسية بعنوان كيف أجد الحب ، تمسك أطرافه بأناملها الرفيعة الرقيقة وتجعل كف يديها علي وسط الكتاب كأنها تحضنه في رق ونعومة والكتاب لا يقوي علي ذلك فيتململ بين كفيها ليسحق رحيق كفيها ولما لا وكف المرأ يحوي قلبه فرآها فرصة ليدخل الحب إليهما ، كانت علامة الحياة الوحيدة البادية عليها هو صدرها حيث يعلو ويهبط بهدوء كأن نسمات الهواء لا تريد ازعاجها، جاهدت نفسي ان انطق بجملة ألفتها لأفتح معها الحديث وددت لو ناديتها ب ثالث كلمة من بداية النص، ولكن ليس من طالع الذوق ان تقاطع امرأة تبحث عن الحب بين حضني كتاب في أيامنا الحالية حيث الشباب يبحثون عن فتاة مُطيعة مُستكينة لا ثًقافة لها لا طُموح عِلمي لها لا شئ إلا الرضي به عندما يتقدم للزواج منها وذاك كله لا لشئ إلا لنُقصان في بِنية الرجل العقلية
،ولكن آثرت ان اطل عليها وهي تقرأ كمن يطل علي منظر طبيعي خلاب، فالكون في النهاية كالأنثي، والمكان الذي لايؤنث لا يعول عليه !
تخيلت أننا تعارفنا، وأن عقدة اللسان زالت وأمسكت يدها ورقصناووضعت يدي على خصرها، تخيلت أن جسدي يذوب في جسدها،صدقا حاولتُ انتشالك مِن تخيلات شيطانية ولكني ليست راهب او قديس يكفي أن اقول انك أصبحتي في مخيلتي بين أحضاني مستسلمة لي متقلبة بين يدي كالكتاب الذي استلم لكي بين يديكي !
يبدو فستانها في أناقة و بساطة مفتوح من أعلي علي هيئة رقم سبعة يظهر جزء من نهديها المتمردان من أعلي الفستان بارزين ينحنيان علي شكل ثمرة الفاكهة المانجو، بعد انتهائها من القراءة وضعت الكتاب بجانبهاوضمت ذراعاها معا فأنقبضت عضلات صدرها فقفز نهديها مستغيثا بصمت، كمن يطل رأسه من حافة شباك لينادي مستغيثا بالمارة بلغة الإشارة حتي لا ينكشف أمرهأو كعصفور ممتلئ يقف على الغصن ليزيدها سحرًا .
رمقتني بنظرة اتبعتها بإبتسامة كإنها تقول لي (زعم ) بلغة العيون فالفتاة لا تقول لرجل (نعم) مثل الدبلوماسي لن يقول ابدا (لا)، بدت عيناها واسعة ،جميلة ،كحيلة ، تحرسها رموش طويلة ، بدا لي أن سهما سينطلق من رموشها الطويلة، الامر اشبه برامي مزودب سهم وقوس يقبع بعينيها يصيب من الكلمات والصفحات ما يشاء وارداني قتيلا بنظرة من عينيها !
كانت ترمقه بعينيها بين حين وآخر فوجدته في مرة وقد أغلق عينيه فقد أصابه ما يصيب الحارس علي شئ ثمين من النوم ، فأغلق عينيه من طول المراقبة والتفحص فألقت نظرة خاطفة لتتفحصه ، يبدو ذو بشرة سمراء لامعة من انعكاس اشعة الشمس المنطلقة من عينيها حيث تنعكس مستقرة علي جبهته فيحيل جبهته إلي ظل لها فإذا تحركت عيناها تحركت الأشعة المنعكسة فكيف لا يفتن بها وقد اخترقت اشعة عينها جبهته فأصاب مخه فسكنت في عقلهفأصبح موصول بها أشعة لا تري بالعين المجردة كأنهاحبل متين لا يستطيع منه فكاكا، ولا يريد، ذو أنف تزين وسط الوجه مع شفتين يبدوا انهما بكرا ، له فك عريض يتكأ علي قبضة يد تبرز الأوردةُ ويتناثر الشعر علي جانبي الكف مشكلا رقم سبعة ، تلمع عينيه سوداء اللونِ ، أفاق من غفوته فجأة فتلاقت عيناهما ، فبادرها بالحديث دون أن يفكر ( إنه لشرف عظيم ان اكتب حروف رواية انتي تقرئيها ، نعم تلك روايتي وأنت بطلتها وانتي جديرة بأن تضمك الرواية بين صفحاتها ، اما انا فلست فقط كاتب الرواية بل قدرك أيضا ، حسنا الآن تعارفنا ، أنا اعرف كل تفاصيلك وسأحكيها لكي ، وانتي الان عرفتي من أنا، فأنتي تقرئين روايتك التي صممتها لكي فلتقرئي بتمهل وتركيز ونهم وشغف تام ، الأمر يشبه قرائتنا لكتابنا يوم القيامة عما اقترفناه في حياتنا من سيئات وحسنات ، أما الآن انتي في يوم الولادة فلتستمتعي حبيبتي ).
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات