لا يوجد أحد منا لم يسأل سؤال (لماذا نصوم رمضان ؟) وكانت الإجابة علي الألسن ( لكي نشعر بالجوع والعطش ونتعلم الصبر ونعطف علي الفقراء )

وعدد ليس بالقليل سأل السؤال الثاني (طيب ليه الفقراء بيصوموا رمضان), وهنا الألسن تقف عن الإجابة, باقي المقال سيكون الجواب بإذن الله.

دعنا في البداية نتفق علي أن مفهوم كلمة الدين تعني (أسلوب حياة) الذي يحدد مفاهيم وحدود الحياة وتفاصيلها متروكة للإنسان الأمر يشبه قوانين كرة القدم التي تحدد مساحة الملعب وتفاصيل الأخطاء المحسوبة من فاول وضربة جزاء وغيرها أما تفاصي اللعب متروكة لجهد وسعي الفريقين, لذلك وجزء من شعائرنا كمسلمين وظيفتها هي تنظيم الروتين اليومي فعلي سبيل المثال الصلاة لا بد أن من الوضوء المتضمن أن تغسل قدمك ويدك وأنفك وأذنك خمس مرات في اليوم, فالأمر حقيقته هو التواصل مع الله بشكل نظيف جسديا ومع حولهمن الناس أيضاً و أن يبقي نظيفاً طوال اليوم و يقي الإنسان من العدوي في حالة وجود مرض معدي مثل فيرس كورونا, فالصيام مثل صمام أمان يتحكم في استخدامات ( اللسان) في الأكل والشرب والكلام من غضب وغيبة و نميمة وسب وغيره!


دعنا نبدأ بالإجابة علي سؤال (لماذا نصوم رمضان ؟)


1.الله لا يحب الإسراف ولا السمنة :

نحن ضيوف الرحمن والمضيف هو الله علي أرضه ولابد أن يكرم الضيف وليس هناك أكرم من الله لذلك كل إنسان لابد أن يأكل ويشرب مهما اختلف عمره ومهما كانت درجة الوعي فالرضيع الذي لم ينمو وعيه يرضع من ثدي أمه والبالغ يأكل ويشرب والغير واعي مثل مرضي العناية حيث درجة الوعي متأثرة تركب لهم قساطر وريدية مركز وطرفية لتغذيتهم بالمحاليل التي بها مواد مغذية فالكل لابد ان يستجيب لدعوة الله وهي ( كلوا واشربوا ) ولكن الله لا يحب السمنة ولا الإسراف !

جاءت شعيرة الصيام بمثابة تصميم إلهي بهدف تنظيم الروتين اليومي الإنسان في الأكل والشرب, فرضها الله تفادياً السمنة المفسدة لكل الأعضاء التي تدمر قدرة الإنسان الصحية للقيام بمصلحته, لذلك قال الله بشكل واضح (وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) هنا الإشارة صريحة بأن الله لا يحب الإسراف في الأكل والشرب وأكمل الله شرحه بشكل مفصل في آية أخري حيث لخص الله الطب كله في تلك الآية :كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي فالله هنا يحسم الأمر بعبارات صريحة بأن الإسراف مكروه والطغيان فيه الذي يؤدي للضرر سيواجه بغضب من الله والإسراف في الأكل يؤدي للسمنة لذلك الله لا يحب السمنة !

فالسمنة تؤدي إلي تلف أعضاء الجسم بسبب الإفراط في تناول الطعام مثل مرض السكري من النوع الثاني, ارتفاع ضغط الدم ارتفاع نسبة الدهون في الدم,متلازمة انقطاع النفس النوم , الربو الشعبي التهاب المفاصل, الانزلاق الغضروفي ,أمراض القلب, مشاكل الجهاز الهضمي, ولا يفهم من ذلك أنها دعوة للجوع وإضعاف البدن وزهداً في الطيبات, فالله يقول ( كلوا من طيبات ما رزقناكم), فالله ذكر كلمة (كلوا) في القرآن الكريم 40 مرة ولكنه نهي عن الإسراف والطغيان فيهBottom of Form, ويروى عن لقمان الحكيم أنه قال لابنه: إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة، وخرست الحكمة، وقعدت الأعضاء عن العبادة, وقول عمر بن الخطاب أنه قال: (إياكم والبطنة، فأنها مكسلة عن الصلاة، مفسدة للجسد، مورثة للسقم), فقسّم وعاء بطنك إلى ثلاث، ثلث للطعام وثلث للشراب، وثلث للنفس‏, أنت الآن سيد قرارك لا تجعل بطنك من أشر الأوعية !

2.« الصوم لي وأنا أجزي به »..

الله يقول في الحديث القدسي: « كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به » . خص الله الصوم حيث أنه لا يدخله شرك بخلاف سائر الأعمال التي يقدمها المشركين لمعبوداتهم كالذبح,النذر,الركوع ,السجود, الدعاء , الخوف ,الرجاء وغير ذلك من أنواع العبادة إلا الصوم لا يطيق أحدهم أن يصوم، فلم يذكر أن المشركون كانوا يصوموا لأوثانهم.

3.(منع الإستغراق وضبط النفس وإماتة حظوظ الجسد ).

الفكرة بالنسبة لي هو شهر ضبط النفس ومنع الاستغراق , منع تحول الحلال الي أن ينفذ إليه الحرام من خلال سوء استخدام المباحات وتحويلها الي أضرار , منع تحويل كثرة الاكل الكثير " الحلال " الي حرام من خلال السمنة, منع الغضب الحميد علي الحق إلي غضب كريه علي اتفه الاشياء, تهذيب صفة الكرم بوضع المال في اماكن صرفها الحقيقية من صدقة وتبرع, لذلك بعض العارفين اسموه بشهر "التخفف" فالخيط الرفيع يمكن وبسهولة قطعه !


ونأتي للسؤال الثاني (لماذا يفطر المريض ؟!)


اجاز الله للمريض صاحب المرض المزمن أو الطارئ والمسافر ومن يعجز عن الصيام وتلحقه مشقة شديدة لا تُحتَمَل فلا يجب عليه الصيام،وهنا نلاحظ أن المرضي يترددون علي الأطباء من أجل أن يجيزوا لهم الصوم مع دموع تهزم أي كلمة لا يحاول أن يتفوه بكلمة تهبط من عزيمته ولكني في آخر مرة اخبرت أحد المرضي بأمر جعله يتقبل بعدم الصوم بل وجعله منشرح الصدر بذلك وهذا كان قولي له ( الله فرض الصوم لتنظيم روتين الإنسان في الأكل والشرب حتي لا يفسد جسده من السمنة منكثرة الإسراف ولكن بالنسبة لحالتك المرض أصبح منظم لأكلك وشربك من حيث نوعيته وكميته وتوقيتاته مع الأدوية المختلفة فالأمر أصبح منظم ومنتظم تماما, وأري أن الله اصطفاك ورفع عنك تكليف الصيام ولم يرفع عنك تكليف الإحسان للآخرين ، ربنا اختارك واصطفاك انه يستعملك في خدمة عباده الذين يحسنون لأنفسهم بالصيام بتقديم فدية الصيام لهم لمساعدتهم مما يجعلك تأخذ ثوابين وليس ثواب واحد, فالله يحب أن تؤتي رخصه كما تؤتي عزائمه, فليس هناك أكرم من الله, فلا ترمي رخصة الله في الأرض بل انظر لمقصدها من ورائها )



تمت قبل أن أتمًها

الكَنز

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات الكَنز

تدوينات ذات صلة