أبحاث جديدة تدعم التفسير العلمي للوقوع في الحب "من النظرة الأولى"

نادرًا ما يقوم العلماء بدراسة الحب من النظرة الأولى تجريبيًا، لكن بحثًا جديدًا من هولندا قدم أدلة تدعم هذه النظرية، حيث طلب الباحثون مما يقرب من 400 رجل وامرأة إكمال استطلاعات الرأي حول الشركاء الرومانسيين المحتملين فور مواجهة هؤلاء الأفراد لأول مرة.

وشمل الاستطلاع الإشارة إلى موافقتهم على العبارة، "أنا وقعت فى الحب من النظرة الأولى مع هذا الشخص"، بالإضافة إلى الإبلاغ عن "مدى الانجذاب الروحي والجسدي مع نفس الشخص". وأظهرت الدراسة أن كل شخص لديه "ذكريات متحيزة" تخلق له أو تساعده فى خلق الوهم بأنه وقع فى حب الطرف الآخر على الفور.

ومن المرجح أن تشعر بالحب من النظرة الأولى مع شخص يلفتك جماله شكلا: أظهرت الدراسة أن الغرباء أكثر عرضة للإبلاغ عن تجربة الحب من النظرة الأولى مع الآخرين الجذابين جسديًا. وأن الرجال يخبرون عن وقوعهم في الحب من النظرة الأولى أكثر من النساء. وأظهرت الدراسة ان النساء أقل ميلًا إلى هذه التجربة لأنهن أكثر انتقائية.

ومن خلال مقارنة تقارير المشاركين عن الحب من النظرة الأولى، أظهرت الدراسة أنه عادة ما يكون هذا الحب ظاهرة أحادية الجانب؛ هذا يشير إلى أن الحب الفوري المشترك ليس شائعًا جدًا.

وفي حقيقة الأمر فالحب من النظرة الأولى ليس "حبًا" حقًا، حيث أظهرت الدراسة أن الصفات المعروف أنها تعكس الحب ليست قوية بشكل خاص في تلك اللحظات الأولى عندما يقول الناس إنهم وقعوا في الحب من النظرة الأولى.

ويري الباحثون أن الحب ينتج عن كيمياء يفرزها المخ نتيجة استقبال معلومات من الطرف الآخر عن طريق الحواس، فالإعجاب يحدث نتيجة إفراز موصلات عصبيه كـ"النورأدرينالين" فيزداد عدد ضربات القلب، ونحن لا نشعر بالانجذاب إلا عندما يفرز المخ "الدوبامين" وهو موصل عصبي له علاقه بالسعادة، وكيمياء الارتباط تنشأ من إفراز المخ لمجموعة من المواد شبيهة بالمورفين التي تسبب الإحساس بالسعادة في الارتباط بشخص ما، أو وجوده بشكل دائم.

الحب عامة يرتبط ببعض الصفات الهامة، مثل الشعور بالألفة، والذي ينتج عنه الإعجاب، والذي يشعرك بالمسئولية، والالتزام تجاه الطرف الآخر، وهذه الأحاسيس لن تكون قوية بما يكفي فى حالة الحب من النظرة الأولى، فيمكن للإنسان أن يحب أكثر من مرة من النظرة الاولى.

ما هو الوقت الكافي للوقوع في الحب؟

تشير دراسة جديدة إلى أن الوقت الفعلي لبدء هذه المشاعر يستغرق دقيقتين، وحقق الباحثون في كيفية تغير عرق الجلد والحركات الجسدية عندما يلتقي الرجال والنساء أثناء المواعدة السريعة. ووجدوا أن الشركاء الذين كانوا مهتمين ببعضهم البعض عاطفيا كان لديهم معدلات تعرق متشابهة في الجلد، وهو مؤشر على كونهم متزامنين بيولوجيا، في غضون دقيقتين.


ويزعم الباحثون أن النساء ينجذبن إلى الرجال غير المتزامنين أكثر، ثم ينجذب الرجال، إلى النساء المتزامنات. وقام الشركاء المهتمون أيضا بمزامنة حركاتهم الجسدية طوال الوقت - مثل الابتسام والإيماء وتحريك الذراعين والساقين.


نشرت نتائج الدراسة الجديدة في مجلة "ساينتفك ريبورتس" (Scientific Reports)، وقال مؤلف الدراسة الدكتور شير أتزيل من قسم علم النفس في الجامعة العبرية في القدس: "يعتمد التواصل مع شريك على مدى قدرتنا على مزامنة أجسادنا. وأظهرت الدراسة أنه في غضون دقيقتين من الزمن، يكون التزامن الفسيولوجي تنبؤيا بالاهتمام الرومانسي".

وتؤكد النظريات التطورية الكلاسيكية للاقتران مع رفيق، المعروفة باسم اختيار الشريك، أن اختيار الشريك يعتمد على السمات الفورية والثابتة مثل شكل الوجه ولون الشعر ومؤشرات الخصوبة، مثل الوركين العريضين.


ويقول مؤلفو الدراسة: "ومع ذلك، فإنها لا تشرح كيف يتكشف الانجذاب الأولي مؤقتا أثناء التفاعل، ولا تفسر التكيفات الفسيولوجية أو السلوكية المتبادلة التي تحدث عندما ينجذب شخصان".


واعتمد الباحثون 32 طالبا جامعيا من جنسين مختلفين، 16 رجلا و16 امرأة، مرتبطين بعلاقة رومانسية. وأثناء اجتماعهم وتحدثهم، تم تسجيل نشاطاتهم الكهربائية من خلال استخدام حزم المعصم. ويشير النشاط الكهربائي إلى التغيرات في مقاومة الجلد لتيار كهربائي صغير يعتمد على نشاط الغدة العرقية.


كما تم تسجيل الحركات السلوكية، مثل الإيماء، وتحريك الذراع، وتحريك الساق في كل شريك خلال المواعدة. وبعد اللقاء، كشف كل شريكين عن الاهتمام الرومانسي والجاذبية الجنسية التي يشعران بها تجاه بعضهما البعض.


ووجد الباحثون أن المواعيد الناجحة - تلك التي أدت إلى تطابق إيجابي - أظهرت نشاطا كهربائيا متزامنا للجلد خلال أول دقيقتين. وارتبط عرض نفس الحركات السلوكية طوال الخمس دقائق بشكل كبير بالمصالح الرومانسية المتبادلة.


وقال الدكتور أتزيل: "أظهرت الدراسة بوضوح أنه عندما يقوم الأزواج بمزامنة وظائفهم مع بعضهم البعض وتكييف حركاتهم السلوكية مع شريكهم خلال اللقاء، فإنهم ينجذبون عاطفيا إلى بعضهم البعض".


الحب "من النظرة الأولى.." رأي العلم47490479556939740



المتزامنين الفائقين

من المثير للاهتمام أن درجة التزامن أثرت بشكل مختلف على المشاعر الرومانسية لدى الرجال والنساء. وعلى الرغم من توقع التزامن بالجاذبية لكلا الجنسين، كانت النساء أكثر انجذابا جنسيا إلى الرجال الذين أظهروا مستوى عاليا من التزامن. وتم تصنيف هؤلاء الذكور "المتزامنين الفائقين" على أنهم مرغوبون للغاية من قبل الشريكات.


وأوضح الدكتور أتزيل: "يوضح بحثنا أن التزامن السلوكي والفسيولوجي يمكن أن يكون آلية مفيدة لجذب الشريك الرومانسي".


ويخطط الباحثون للتحقيق فيما إذا كان التزامن يثير مشاعر الانجذاب، أو إذا كانت مشاعر الانجذاب تدفعنا إلى المزامنة.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات د. طارق قابيل

تدوينات ذات صلة