الندم هو فقط النهاية اذا نظرنا اليه بهذا الشكل و لكن اذا نظرنا اليه من زاوية أخري سوف نجد انه البداية

حينما خلقت الدنيا و خلق البشر، خلقت المشاعر، فخلق الفرح، و بعده الحزن ثم الندم، فكان أهمها الندم. الندم عندما خلق امتلك قدرات هائلة علي تغيير مسارات الحياة علي الأرض. فالندم يملك قوة دفعنا للأمام من أجل التغيير، و قوة تدميرنا في الوقت ذاته. فالندم يقوى الروح أو يهلكها، و بذلك يصبح الندم أخطر المشاعر علي الاطلاق و أهمها.


لكن، لماذا نندم؟

سؤال سئلته لنفسي كثيراً و لمن حولي محاولاً فهم هذا النوع من المشاعر و لكن في الحقيقة الإجابات تختلف بإختلاف الشخصيات و المواقف و كلها في النهاية كانت نتيجة حزن أو قرار خاطئ أدي إلي هذا الندم كله.


كلٌ يندمُ لسببٍ ما.


قاعدة عامة، لا شئ يحدث بدون سبب. فنحن نندم إذ قلنا شيئاً لم يكن من المفترض قوله، و نندم حين نتصرف بشكل خاطئ مع شخص مقرب مننا فنخسره نتيجة لذلك. نندم حينما لم نقضِ وقت كافٍ مع من نحب قبل رحيلهم من هذه الحياة. نندم في هذه الحياة لأسباب أكثر من قدرتى علي الإحصاء لها في هذه السطور. لكن الأمر الأكيد أن لكل مننا سبب يعلمه الله وحده و هو بالتأكيد أمر يمس الروح قبل العقل و الجسد.حينما أري القوة الهائلة للندم، أتسائل دوما هل يجب علينا ألا نندم؟ هل يجب علينا أن نحاول ألا نتحلي بهذا النوع من المشاعر؟ هل يجب علينا البدء في نسيان كوننا بشر و إنكار مشاعرنا؟ أيجب أن نتخلي عن مشاعرنا ؟ أيجب أن نتخلي عن الندم؟


المشاعر هي ما يحعلنا بشر، الندم، الحزن، اليأس، الحب، و الكره إلخ.... جميعهم ما يفرقوننا عن الجماد، المشاعر هي ما تجعلنا بشر و تميزنا عن أى شئ آخر. و لكل قوته و تأثيره علينا و أولهم الندم.


الندم سيف له نصل حاد من كلا حديه، أحدهما قد يدمرنا و الآخر قد ينقذنا و يمنحنا الكثير، الندم على الأشياء الخاطئة و الأشخاص الخاطئون هو أمر يجب علينا أن نحاول إدراكه و فهمه، ليس كل أمر و كل شخص يستحق جزئاً من مشاعرنا هذه. الندم هو البداية الحقيقة لطريق الإدراك و فهم مكنونات هذه الحياة و طرق التعايش معها. الندم هو ما يثبت لنا أننا نتلقى الدروس في هذه الحياة، و أننا نحيا. الندم هو الدليل الوحيد علي أننا أحياء في الروح و العقل و الجسد. الندم يمثل قدرتنا على أن نكون بشر و قدرتنا علي التغيير، و لكن هذا فقط إذ استطعنا استخدام ذلك الجانب من النصل و ليس الآخر.إذا كنا نملك الندم إذاً نحن نملك الإدراك و إذا امتلكنا الإدراك امتلكنا قدرة كبيرة على التغيير. الادراك الحقيقي و الفهم الكامل للخسارة و الندم، هو وحده من يملك القدرة علي دفعنا للأمام للعمل و التطور والإنتاج. هو وحده من يملك القدرة علي مساعدتنا علي تغيير مجري حياتنا إلى الأفضل.

حينما تكون على حافة الإنهيار، حينها فقط سوف يتغير كل شئ، حينها فقط يظهر الإدراك الحقيقي لحقيقة كل تلك الأمور، و تظهر شخياتنا الحقيقة.

محمد عادل

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

تدوينات من تصنيف تحفيز

تدوينات ذات صلة