تبقى الثورة الجزائرية مصدر إلهام أبدي لكل الثورات ولإسترداد الحريات ومن لايعرف تاريخ الجزائر يمكنه الإطلاع على القليل منه خلال أسطر هته التدوينة
قد كنا أمس عمالقة نذل في الحرب اعادينا وانا اليوم عمالقة في السلم حماة مبادئنا
لم تكنْ مسيرةُ الجزائرِ المحروسة المستقلةِ مفروشةً بالورود يوما، فهذه البلاد واجهت العديدَ من التحديات، لكنّها بفضلِ عزيمةِ شعبها ووحدتهِ وبطولاته تمكنتْ من تحقيقِ العديدِ من الإنجازاتِ في مختلفِ المجالات ومازالت الجزائر اليوم مصدر إلهام لكل الثورات لاسترجاع حريات الاوطان المسلوبة .
لذا يعد يوم 5 جويلية من كل سنة ذكرى خاصة لكل الجزائريين وليس فقط مناسبة للاحتفال ، بل فرصةٌ للتأملِ في تضحياتِ الشهداءِ، والاستلهامِ من عِزيمتهمْ وصبرهمْ، والعملِ على مواصلةِ مسيرةِ البناءِ والتقدمِ لهذا البلد .
لنتعرف معا خلال أسطر مايعنيه هذا اليوم لهذا الشعب ؟
امتدّ احتلالُ فرنسا للجزائر لمدّة 132 عامًا، من 5 يوليو 1830 إلى 5 يوليو 1962.
يمكن تقسيم فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر إلى ثلاث مراحل رئيسية:
1. مرحلة الغزو والاستعمار (1830-1871):
في 5 يوليو 1830، احتلت فرنسا مدينة الجزائر العاصمة، إعلانا ببدء الغزو الاستعماري للبلاد.
واجهتْ فرنسا مقاومةً شديدةً من الشعب الجزائري، لكنّها تمكنتْ من بسط سيطرتها على معظم أنحاء البلاد خلال أربعينيات القرن التاسع عشر.
تميّزتْ هذه المرحلةُ بفرضِ فرنساِ نظامًا استعماريًا قاسيًا، شمل: الاستيلاء على الأراضي، ونهب الثروات، وقمع الثقافة العربية والإسلامية.
2. مرحلة الاستيطان (1871-1954):
بعد هزيمتها في حرب 1870، ركزتْ فرنسا على توطينِ المستوطنينِ الفرنسيينِ في الجزائر.
تمّ الاستيلاءُ على المزيدِ من الأراضيِ الجزائريةِ، وتمّ تخصيصها للمستوطنينِ الفرنسيين.
واجهتْ هذه المرحلةُ مقاومةً شعبيةً متزايدةً، تمثّلتْ في ثوراتٍ وانتفاضاتٍ ضدّ الاستعمار.
3. مرحلة الثورة التحريرية (1954-1962):
في 1 نوفمبر 1954، اندلعتْ ثورةُ التحريرِ الجزائريةُ بقيادة جبهة التحرير الوطني.
خاضتْ الثورةُ الجزائريةُ حرب مقاومة ضدّ فرنسا، دامتْ ثماني سنواتٍ، وقدّمتْ فيها تضحياتٍ جسامًا.
في 5 يوليو 1962، تمّ توقيعُ اتفاقياتِ إيفيان، التي اعترفتْ فيها فرنسا باستقلالِ الجزائر.
كانتْ فترةُ الاحتلالِ الفرنسيّ للجزائرِ فترةً مظلمةً في تاريخِ البلاد، تميّزتْ بالقمعِ والاستغلالِ والظلمِ.
لكنّ صمودَ الشعبِ الجزائريّ ونضالَهُ البطوليّ أدّى إلى تحريرِ الجزائرِ من الاستعمارِ وبلوغِ الاستقلالِ في 5 يوليو 1962
ثورةٌ عظيمةٌ ودماءٌ زكية:
لم يكن الاستقلال الجزائري هبةً من أحد، بل كان ثمرة تضحياتٍ جسامٍ قدمها الشعب الجزائري البطل، انطلاق من اندلاع ثورةٌ عظيمةٌ في الأول من نوفمبر 1954، مزلزلة أركان الاستعمار، وجاعلة فرنسا تُدرك أنّ زمن الظلم قد ولى إلى غاية الحصول على الاستقلال...
معاركٌ بطوليةٌ وشهداءٌ خُلدوا
فقد خاض الجزائريون رجالا ونساء صغاراً وكبار ،معاركَ بطوليةً ضدّ جيشٍ فرنسيٍّ عديم الرحمة، فاستُشهدَ الآلافُ، وسُجنَ عشراتُ الآلاف، مازاد إرادةَ الحرية لدى الشعب فكانت الإرادة أقوى من كلّ قيودٍ وسجون المستعمر...
إعلان الاستقلال: فجرٌ جديدٌ يطلّ على الجزائر
بعد مايقارب 132 سنة و في الخامس من يوليو/جويلية 1962، أُعلن رسميا الاستقلالُ ، ورفرفتْ رايةُ الجزائرِ خفاقةً في سماءِ النصرِ والحرية مثبتة :
أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة
دور الشقيقة تونس في مساعدة الجزائر:
لم تغلق تونس يوما حدودها على الجزائر ، ولم تنكر أخوة البلدين فما هو تونسي جزائري وماهو هو جزائري تونسي :
فللتذكير فقط :
-لطالما كان لزعماء تونس موقفٌ داعمٌ قويٌّ للثورة الجزائرية منذ اندلاعها عام 1954.
-وفرت تونس ملاذًا آمنًا للثوار الجزائريين الفارين من بطش الاستعمار الفرنسي.
-سمحت تونس بإنشاء مكاتبٍ للثورة الجزائرية على أراضيها، ونشاطها السياسيّ الداعم للقضية.
-ساندت تونس الجزائر في المحافل الدولية، وطالبت بمنحها
*حق تقرير المصير *
-قدمت تونس للثورة الجزائرية مساعداتٍ لوجستيةً هامّةً، شملت: الأسلحة، والذخائر، والمواد الطبية، والمواد الغذائية.
-سمحت تونس بمرور الأسلحة والعتاد العسكري من أراضيها إلى الجزائر.
-وفرت تونس قواعدَ تدريبٍ للثوار الجزائريين.
بشكلٍ عام، كان لتونس دورٌ محوريٌّ في دعم الثورة الجزائرية، وساهمتْ بشكلٍ كبيرٍ في تحقيق النصر.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات