شيءٌ ما يُقيّدني ..

يضعني في قًبوٍ عميق أخرس، صوتُ الهُدوء يسكن المكان، ويتخلل بداخلي،

يضعني بين ألف حاجز وحاجز، يرميني ببحرٍ أفكاري ليُبحر بي خمسون ميّلاً، لأفقد نفسي فيه، فكّرت عشرين مرة، وكانت كُل تلك المرّات هي التي تمتص خلايا دماغي إلى أن تتقلّص، أفكاري ذاتها تصنع لي كوكباً خاصاً بي، جفّ دماغي بل تصحّر، وألقى عليّ كماّ هائلاً من الفراغ. كُل ذلك يدور في دماغي لحظة جلوسي هًنا !

لكن ..

" لا شيء من هذا يحدث ! "

جسدي مُتحجرٌ هًنا! وأنا في ضياعٍ .. مع أفكاري ..


تخبطاتٍ تملأ دماغي ، أفكارٌ توقّفت في مكانها، مُجمّدة، لا مكان لها في أيّ زوايّة، اختارت البقاء في موضعها ، لم تُفكّر بشيء، سوى أن تُعيق المارين من خلفها،

إلى أن وقفت كُل أفكاري حائرة، تنتظرُ أحداً ليُنظّمها، تعبت جداً من عشوائيتها،

كُل ذلك .. يُصيبني بالجنون !


حالةٌ .. أُحاول ترميم ما تحطّم بداخلي، أبوابٌ مفتوحة ترفض أن تُغلق، كتابٌ يحوي خمسين مُصطلح ، حرفٌ واحدٌ يختلف عمّا يسبقها، إنني أُقاوم .. بكُل ما يملكُ جسدي من تعب!

مُقاومة هذا الجنون ليس إلا جنون بحد ذاته ..


أمرّ بحالةٍ لا أجد لها تشخيصاً، عقلٌ مُشوش، جسدٌ مُرتخٍ، يدٌ تُصارع أُختها لتصل للوحة المفاتيح، عيون شبه مُغلقة، كٌل ذلك لا يهم، الترميمات التي نحُاوّل إصلاحها بداخلنا، ردّة الفعل التي نُريدها أن تعود لعفويتها، قلب .. نوّد منه لمَّ نفسه فيعود لتماسكه، ببدء عمليّة التنقية من الجروح، نحتاج لإعادة تشغيل للتخلص من كُل ما تمّ تدوينه بداخله، باختصار، كُل ما مررنا به يُلهب الجرح أكثر ممّا يساعد على تطهيره .




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

رائعةٌ، بارك الله في قلمكِ.

إقرأ المزيد من تدوينات نرمين وليد

تدوينات ذات صلة